responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 71

العلوم، إذ هي لا تعتمد في مسائلها العامّة على الفروض العلمية المتزلزلة حتى تنهدم بانهدامها أو تستكمل باستكمالها، بل على مقدّمات بديهية أو قريبة منها، وتلك المقدّمات أُمور وحقائق ثابتة دائمية. والشاهد على ما قلنا:أنّ الفلسفة لو اعتمدت في بحث من أبحاثها (على وجه الندرة) على نظرية علمية، لتغيّـرت بتغيّـرها، وهكذا إلى أن يظهر فرض ثان وثالث، وممّا يثير العجب قولهم: إنّ الفلسفة المادّية تتحوّل بتحوّل العلوم وتسير بسيرها، لا تكاد تقف في تفكيرها و ... فإنّ مفاد هذه الجملة نظرية ثابتة دائمية، أو هي تفكير ثابت لا يتبدّل ولا يتغيّـر، جاء به المادّي الذي لا يقرّ بالنظريات الثابتة ويدّعي التحوّل والتغيّـر في عامّة تفكيراته، فترى تلك النظرية التي يمدح بها هذه الفلسفة ويعرف بها أساليب أبحاثه، لا يختص صدقها بزمان دون زمان، بل هي صادقة دائماً وأبداً.

النكتة الثانية:

يُتلخصّ من هذا البيان الدائر حول الفلسفة والعلوم، ما يلي:

1ـ إنّ العلوم كلّها بلا استثناء تحتاج في إثبات وجود موضوعاتها إلى الفلسفة الباحثة عن أحوال الموجود بما هو موجود.

2ـ الأنظار الفلسفية تختلف عن الأنظار العلمية اختلاف الإطلاق والتقييد [1] والعموم والخصوص.

توضيحه: أنّ العلوم الباحثة عن أحوال المادّة وخواصّها لا يستنبط


[1]قد تقدّم انّ كلّ علم يبحث عن عوارض موضوع خاص ولا يتجاوز في بحثه عن حدوده، غير أنّ الفلسفة تبحث عن عوارض الموجود المطلق.
وعلى ذلك، فكل ما نفاه العلم أو أثبته فإنّما ينفيه في محيطه أو يثبته في حدّه، فليس =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست