responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 66

هل يمكن انتزاع مسألة فلسفية [1] من المسائل العلمية:

كثيراً ما نقف بعد الفحص وإمعان النظر في العلوم على أنّ لهذا الشيء أو ذاك خاصّية معيّنة، فربّمـا يجعل هذا مقدّمة لانتزاع بحث فلسفي من بحث علمي طبيعي، مثلاً: إذا ثبت في الفيزياء أنّ نواة الذرة (البروتون) تتحرّك حول نفسها حركة سريعة، فإذا لاحظ الفيلسوف الباحث ذلك


[1] لمّا أوضح الفرق بين الفلسفة والعلوم وبيّـن حاجة العلوم إليها لأجل الوقوف على وجود موضوعاتها، أراد أن يبيّـن أنّ الفلسفة ربّما تستمد من العلوم لا بمعنى أنّ بعض مسائل العلوم يتّسع في عداد المسائل الفلسفية، ولا أنّ المسائل الفلسفية تستنبط من العلوم، بل المراد أنّ الفيلسوف ينتزع من مسائل العلوم مسألة فلسفية، فيجعلها من المباحث الفلسفية.
وإن شئت قلت: إنّ لبعض المسائل وجهتين: وجهة علمية ولأجلها عدّ من مسائل بعض العلوم، ووجهة فلسفية عقلية. فإذا قام البرهان الطبيعي على صحّة مسألة من مسائله، ربّما يستطيع الذهن من انتزاع مسألة فلسفية منها كما في المثال المفروض في المتن، ولا بأس بأن نشير إلى الفرق الموجود بين الاستنتاج والانتزاع:
أمّا الأوّل فهو استنباط حكم جزئي من حكم كلّـي، بأن يتولّد العلم بالجزئي من العلم بالكلّـي ويعدّ من نتائجه، فإذا ثبت «انّ كل موجود طبيعي هالك وفان» فإنّه يتولّد من هذا العلم علم آخر بأنّ الشجرة والإنسان أيضاً هالكان، وإذا أردنا تأليف قياس منه نقول: الشجر موجود طبيعي وكل موجود طبيعي فان فالشجر فان.
وعلى هذا: لا يعقل أن تستنتج مسألة فلسفية من العلوم لأنّ المنتج ـبالكسرـ لابد أن يكون أوسع من منتجه، مع أنّ المسائل الفلسفية أوسع المسائل وأعمّها إذ هي تبحث عن عوارض الموجود المطلق والعلوم تبحث عن عوارض موجود خاص.
وأمّا الانتزاع فهو عمل خاص للذهن يسمّى بالتجربية، وحاصله هو أنّ الذهن إذا وقف على أُمور متشابهة وقاس بعضها ببعض، يتوجّه ذهنه إلى أنّ هنا أُموراً مشتركة وجهات مميّزة ومخصّصة فيقوم بانتزاع أمر مشترك، صادق عليها بلا استثناء، فلو =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست