responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 63

الفرق بين العلوم والفلسفة:

هذا البيان يوقف الباحث على المائز بين الفلسفة والعلوم، ويميّز البحث العلمي عن الفلسفي، إذ لو كان الغرض من البحث العلم بوجود الشيء، وأنّه هل هو متحقّق أو لا، وأنّه في أي مرتبة من الوجود أهو مادّي أو مجرّد؟ جوهر أو عرض وهكذا ... أو العلم بعلله ومبادئه، كان البحث فلسفياً، ولو كان الغرض من البحث، العلم بعوارض الشيء التي عرضت عليه بعد فرض وجوده، كان البحث علمياً غير فلسفي [1].

ولذلك قال الفلاسفة: إنّ للفلسفة الرئاسة التامّة على عامّة العلوم، لأنّ البحث عن خواص الشيء جزماً والاستنتاج منه على وجه القطع والبت فرع الوقوف على أنّ له وجوداً وتحقّقاً.


[1] الغرض التفرقة بين مسائل العلوم ومسائل الفلسفة وتحديدهما، فإنّ الفلسفة تطلق عند بعض الغربيين وأتباعهم في الشرق على معان غير معروفة ولا دارجة، بحيث صارت تلك الكلمة مبهمة المعنى، فمن قائل بأنّها التفكير في نظام الوجود على نحو لا يصل إلى حد، ولا يخرج عن التحيّـر، إلى آخر بأنّها عبارة عن الآراء المتشتتة، إلى ثالث بأنّها ارتكاب التناقض في الرأي، والتقوّل ب آراء متضادّة، إلى رابع خبط خبطة عشواء لم يفرّق بين الفلسفة والعلوم، وزعم أنّ مسائل كلّ منهما تنحل من طريق الآخر، إلى خامس خلط التفكير العقلي والاسلوب القياسي الذي يستعمل في المسائل الفلسفية، بالتجاريب الحسّية التي تختص بمسائل العلوم، حتى تخيّل أنّ أدقّ المسائل الفلسفية ـ كتجرّد الروح ـ لابد أن ينحلّ من طريق المسائل الطبيعية وتشاهد بالمجهر، وهذه آراء تافهة لا قيمة لها ولا مناص للباحث إلاّ الاحتراز عنها.
وأمّا الفلسفة فهي كلمة يونانية كانت مرادفة للفظ العلم، إلى أن استقر الاصطلاح على التفريق بين اللفظين وكان ذلك في الأدوار الأخيرة التي قام الأسلوب التجريبي مقام الأقيسة العقلية في العلوم، فأوجد الاختلاف في كيفية الاستدلال على المسائل في =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست