وبعد; فإنّ الكلمة في مثل هذا الكتاب ليست لمثلي وإنّما هي للفطاحل من فلاسفة الإسلام الذين ساقهم حسن التوفيق إلى الإضطلاع بهذه البحوث فعالجوها بعقولهم النيّـرة ومواهبهم الخيّـرة فاحسنوا علاجها وفتحوا وقاحها وتوغلوا في مناهجها ومعارجها حتى تبوّؤا الصدارة بين العلماء والمتألهين والعرفاء الربانيين.
هؤلاء العلماء هم الذين يجب أن يقولوا كلمتهم في مثل هذا الكتاب الفذ يستوحونها من خبراتهم الواسعة التي أفادوها من دراسات هذا الفن بما فيه من عمق ودقة لكي تكون كلمة مُواتية لما يستحقه الكتاب من تثمين وتقييم وما يستحقه مؤلّفه السيد الجليل من تقدير وتبجيل.
بيد أنّ ذلك مهما كان حقَّا لا يعني منع الآخرين من ابداء شعورهم تجاه الكتاب أو تجاه مؤلّفه فيما إذا أرادوا أن يدُلوا ب آرائهم إلى جنب غيرها من الآراء.
ولأجل ذلك جاز لنا أن نقول أنّ كتاب (أُصول الفلسفة) الذي يجده القارئ الكريم بين يديه قد حفل بمزايا وخصائص امتاز بها امتيازاً ظاهراً ونجح بها