يرجع الماديون بأصل مذهبهم إلى نحو القرن السادس قبل ميلاد المسيح، ويدّعون أنّ المذهب المادي تكوّن من عهد الفيلسوف كاليس المولود عام 638 أو 639 ق م. ويعتبرون كل من أتى بعده من تلاميذه إلى نحو 150 سنة قبل الميلاد، أسلافاً لأنفسهم يمتّون إليهم بأواصر وثيقة من القرابة المذهبية.
ولكن ليس لهذه المزعمة مسحة من الحق أو لمسة من الصدق، بل كلها دعايات ودعاوي فارغة !!
نعم، إذا سبرنا الكتب المؤلّفة في الفلسفة في عصور الأغارقة والعصور الإسلامية نجد في غضون تلك الكتب أقوالاً لهذه الطائفة، فراجع الأبواب التالية:
1ـ حاجة النواميس الطبيعية إلى علّة فوقها.
2ـ لكل شيء علّة غائية.
3ـ الروح الإنسانية مجرّدة عن المادة.
فتجد في ذيل تلك العناوين أقوالاً للماديين في نفي العلّة الأُولى والعلة الغائية أو تجرّدها عن المادة ، وغير ذلك من الكلمات التي تدور عليها رحى الإلحاد والمادية.
غير أنّ مثل تلك الأقوال من الماديين لا يدل على وجود نظام فلسفي لهم في عامّة المباحث الفلسفية، وإنّ الماديّة كانت إحدى المسالك الفلسفية