كلمة الفيلسوف الإسلامي الكبير في حقّ الترجمة و المترجم:
بسم اللّه وله الحمد
مقالات فلسفية تسير بقارئها حتى توقفه على أُفق عال من النظر ويشرف منه على خلاصة النظريات التي حصّلتها الأبحاث الموروثة من قدماء الفلاسفة من كلدة ومصر وإيران واليونان وغيرهم ثم تحملها فلاسفة الإسلام، ويطّلع على الأبحاث والآراء التي أضافتها إليها الفلسفة الغربية الحديثة، ثمّ يقف على القضاء الحرّ والرأي الحقّ الذي لا مناص عنه للنظر المصيب.
قد كنت سردتها قبل بضع سنين أيّام ألقيتها للدراسة بالفارسية فطبعت وانتشرت على الوصف ثمّ لاح لي أن أكسوها بحلية العربية، والوقت لا يسمح والسعي لا ينجح فاستدعيت شيخنا المحقّق صاحب الفضيلة الشيخ جعفر السبحاني ـ سلّمه اللّه تعالى ـ أن يتصدّى ذلك وهو ممّن جال مضمارها، وشقّ غبارها، وقد حضر دراستها مرّة بعد مرّة فأجابني بهذا الذي نقدّمه إلى القراء الكرام ولا أراه سلّمه اللّه إلاّ أتى بأجمل ممّا كنت أقدّره، وجاء بأغزر ممّا كنت أؤملّه. أشكره على ما استفرغ في تقرير مقاصده من الوسع وقام بأمانة النقل وإيضاح أغراض الفن أحسن القيام، شكر اللّه سبحانه جميل مسعاه.