responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 171

الزمان الثاني بعينه بلا تفاوت أصلاً، فلو كان وجودها متقوماً بالزمان ومحدوداً به وجب أن تختلف حقيقة الإدراكين والمدركين، فإنّ الموجود الزماني الذي يحدده الزمان ويقوّم وجوده لا يبقى على نسق واحد في زمانين.

وهذا هو المراد من أنّ النفس والصور العلمية وسائر المجرّدات غير زمانية، مع أنّ وجوداتها مقرونة بالزمان، وسيوافيك توضيحه في مجاله إن شاء اللّه.

تتميم لما سبق من القصد:

ما مر من البراهين على تجرد الإدراكات وتنزّهها عن المادة وآثارها، لا يختص بالصور الذهنية، بل يجري في مورد آخر وهو علم ذاتنا بذاتنا وحضور ذاتنا لدى أنفسنا، وقد دلّت التجاريب الوافرة على وجود هذا الإدراك في الأحياء وفي طليعتها الإنسان [1].


[1] إلى هنا تمّ البحث عن عوارض الروح وحالاتها وأفعالها وأعمالها وتبيّـن أنّها ليست مادّية لانتفاء ما هو الأثر العام للمادّة ولكن الأولى تتميم هذا البحث الضافي بالبحث عن نفس الروح أهي مادّية أو مجرّدة؟ وهذا هو الذي انعقد لأجله هذا البحث.
إنّ الفلاسفة الإلهيين قد أقاموا براهين كثيرة على تجرّدها يخضع عند كثيرها كل حكيم منطيق، غير أنّ المؤلف ـ دام ظلهـ أورد في المتن أبسط البراهين وأوضحها، حتى يقف عليه كل من له أدنى إلمام بالمباحث الفلسفية، وأوّل من أوضحه وفصله، هو الشيخ أبو علي، ونحن نكتفي بتوضيح استدلاله:
لا يختلف المادّي والروحي في أنّ كل إنسان يجد في نفسه انّه عالم بذاته وأنّ ذاته حاضرة لديه بلا ستار وحجاب، وإن شئت قلت: كل واحد منّا شاعر بذاته، مطّلع عليها، عاقل نفسه، ومميّز ذاته عن غيره وانّ من الواضحات عنده انّه موجود (أنا موجود).
نعم، هذه الجملة مع كونها من أوضح الواضحات، فيها نقطة ظلماء وهي ما =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست