responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 155

الأُصول المادية تعطي امتناع التصديق:

الأُصول التي اتخذها المادّي حقائق راهنة وزعم أنّه يستطيع أن يفسّـر بها عويصة المسائل، تجرّه إلى امتناع التصديق من أيّ مصداق بأيّة قضية، إذ التصديق هو الإذعان بأنّ هذا ذاك، وأنّ الموضوع متّصف بمحموله، والإذعان على هذا الأمر يتوقّف على تصوّر مفرداتها حتى يتعلّق الإذعان على النسبة، غير أنّه يمتنع على أُصوله استحضار هذه الأُمور دفعة واحدة،فإنّ الصور المادّية في الدماغ وما يحتويه كلما نتصوّر تتبدل إلى أمر آخر أو إلى أمر يشاكلها، فإذا تصوّرنا موضوع القضية و اتّجه الذهن إلى تصوّر محمولها، ثم عاد إلى موضوعها ليحمل المحمول عليه، يجده متحوّلاً إلى شيء آخر قبل أن يتّصف بشيء، أو يحمل عليه المحمول.


= الإدراك بين الإدراكين، ومعه كيف يحتفظ بالصورة مع انتفاء عامّة ما يتوقّف عليه الاحتفاظ، فانّ الاحتفاظ عبارة أُخرى عن دوام الإدراك فإذا فرض عدم دوامه، فيلزم عدم محفوظيته في الفصل الموجود بين الزمانين.
وأمّا التذكّر وعلّته وباعثه مع انعدام الصورة العلمية، فهو أنّ الاحساس البدئي يورث أثراً مخصوصاً في نقطة خاصة من الدماغ بعد زواله، بحيث كلّما أراد الانسان تذكار الحوادث السالفة تتأثر تلك النقطة لأجل عوامل خارجية وداخلية كالإرادة وغيرها وعندئذيحصل تهييج في الأعصاب وتتوّلد صورة علمية جديدة تشابه السالفة من عامّة الجهات.
وإن شئت فقس المقام بالمسجلات، فإنّ الأمواج الصوتية لا تضبط على الشريط بعينها وخصوصياتها، بل هي تبدّل إلى أمواج مغناطيسية وتحتفظ تلك الأمواج فيها على وجه لو أُديرت الشريط بالمسجلة تتبدّل إلى أصوات تشابه السابقة، وإلى كلمات تشابه السالفة. =
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست