responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 154

الجواب عن مقالهم:

نحن لا ننكر كل ما أثبته العلم وأقرّ به الأقطاب، غير أنّا نقول: إنّ ما تمسّك به المادّي لا يستطيع أن يحلّ مشكلة التذكّر لو اعتقد المادي بكون العلم والإدراك من الأُمور المادّية، إذ أقصى ما جاء به المادّيون: أنّ عامة التذكّرات علوم حديثة، يتخيّل الإنسان أنّها عين ما كان يعرفه وعين ما مضت عليه أعوام وحقب، وهذا يؤكّد تجرّد العلم والفكر، إذ هو يقول: إنّ الحديث والقديم، والسابق واللاحق في ظرف الخيال واحد وإن كانا بالنظر إلى الواقع متغايرين. ونحن نسأل المادّي عن هذه الوحدة الخيالية ونقول: إنّ العينية في ذلك الظرف لا تجتمع قط مع القول بكون الإدراك مطلقاً مادّياً، ولو قال المادّي: أنا لا أُقيم للإدراك الخيالي وزناً، لصافقناه في رأيه إلاّ أنّ ذلك لا يسقط الخيال عن كونه من درجات الإدراك، بل إذا لوحظ في نفسه فهو إدراك حقيقي صائب في ظرفه، وإن كان خطأ إذا قيس إلى خارجه.


= وأمّا ما يتحقّق في الدماغ من فعل وانفعال، فكلها أُمور إعدادية لتحقّق الإدراك وليست حقيقة الإدراك.
[4] بالرغم ممّا أصرّ عليه الروحيّون من القول بتجرّد الصور الذهنية واحتفاظها بعينها، زعم المادّيون خلاف مقالهم، وحاصل ما قالوا:
إنّ حقيقة الإدراك ليست إلاّ وقوع التأثير والتأثّر في أعصاب الدماغ وانّ واقع الإدراك قائم بانفعال الأعصاب عن خارج سواها، فاحتفاظ الصورة العلمية في خزانة الإدراك يقوم بدوام تأثّرها عن الخارج واتجاهها على وجه الدوام إلى الشيء المعلوم، لكن المفروض عدمه، لأنّ الأعصاب الدماغية إنّما تتوجّه في كل لحظة إلى شيء خاص، فلو فرضنا انقطاع التوجّه عن الموجود الخارجي كما هو المفروض لفرض الغفلة بين الإحساس البدئي والتذكار، يلزم عدم انفعال الأعصاب من ناحية ذلك الشيء وهو يلازم فقدان =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست