responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 10

ولو كان الهدف لحماة العلم في جهودهم الجبّارة التي تحمّلوها في سبيله وكشف كنوزه، هو التمتع بزهرة الحياة والتوصل به إلى لذاتها المادية، وشهواتها الطبيعية، لكان الخسران قريناً لهم، ولو كان المحرّك لهم إلى تلك المصاعب والأتعاب، ما يهمّ القوى الشهوية والغايات البهيمية، فالاضطهاد في طريقه لماذا، والحرمان عن لذائذ الحياة لأيّ جهة؟

والذي يقضي به الوجدان السليم، ويؤيّده السير في سير العلوم، والامعان فيما جرى على علمائها، هو أنّ الانسان مفطور على حبّ العلم، والولع بفنونه، وأنّ العلّة المحرّكة له نحوه لا تشبه العلل المادية، والرابطة التي تربطه بعلومه لا تسانخ الروابط الجسمانية، بل هي علّة فوق مستوى الطبيعة، ورابطة أعلى من أن يحدّها البيان ـ ولأجلها ـ نجد الإنسان العالم صابراً على المكاره، ومتثبّتاً في طريق تحصيله وان اقترن بالمكاره.

الكون ومشاكله:

لا شك أنّ العلم كلما كان أشد طرداً للريب والجهالة ونازلاً حريم اليقين، وكان كلّـي القواعد، واسع النطاق خارقاً للحجب الضخام، كان أوقع في النفوس بحيث ترتاح إليه القلوب، وتشد إليه المواكب، وتناخ دونه الرواحل.

ولا شك أنّ الإنسان بطبعه وفطرته، يريد أن يعلم ما يجد نفسه جاهلة به، ويحاول أن يهتك حجاب الجهل عن وجوه ما خفي عليه، غير أنّه يجد في نفسه عناية شديدة بتحليل مشاكل الكون، وما يجري في نظام الخلقة من قوانين كلّية، وما تحيطه من الأسرار والرموز. ويجد في نفسه رغبة أوفر وأوفى،

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست