responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 58

والإرادة المتعلّقة ببعض الممكنات دون بعض يقتضي وجوب كون المريد عالماً مميّزاً.

ولكونه تعالى واجب الوجود لذاته يجب أن يكون دائم الوجود باقياً في ما لم يزل ولايزال.

والأشعريّة [1] يقولون بأنّ البقاء صفة مغايرة لغيرها من الصفات.

[سمعه وبصره تعالى]

ومنها أنّه تعالى سميع بصير. ويدلّ عليه إحاطته بما يصحّ أن يسمع ويبصر، فلهذا المعنى وللاذن الشرعي بإطلاق هاتين الصفتين عليه تعالى يوصف بهما.


وبعبارة أُخرى، بناءً على القول بأنّ الإرادة من صفات ذاته تعالى وهي عين علمه بالنظام الخير فمعناها أنّ له تعالى علماً أزلياً بأنّ وجود كلّ موجود في وعائه المختص به هو الذي يقتضيه النظام الخير، وإلى هذا أشار صدر المتألّهين بقوله: «الإرادة صفة واحدة تتعلّق بالأشياء على ترتيب سببي ومسببي».

ثمّ إنّه ـ قدّس سرّه ـ نبّه على أنّ هذه المسألة هي بعينها مسألة ربط الكثير بالواحد، والقديم بالحادث، حيث قال: «وكلّ ما يصحِّح صدور المقدورات الكثيرة المختلفة بحسب الحقائق وبحسب الأعداد والأوقات عن فاعل واحد إحدىّ الذات، إحدىّ الصفة فهو يصحح صدور المرادات الكثيرة المتخالفة ذاتاً وعدداً ووقتاً عن إرادة واحدة بسيطة وقد بيّن كيفية ذلك الصدور في موضعه». [1]

(1) هذا مذهب الشيخ الأشعري وجمهور الأشاعرة وخالفهم في ذلك القاضي أبوبكر الباقلاني، وإمام الحرمين، والرازي، ثمّ إنّ جمهور معتزلة بغداد أيضاً قائلون بأنّ البقاء صفة ثبوتية زائدة على وجوده تعالى، وجمهور معتزلة البصرة منكرون لذلك.[2]


[1] الأسفار الأربعة: 6/345 ـ346.
[2] لاحظ تلخيص المحصل: ص292، شرح المواقف: 8/106.

نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست