فمنهاأنّه تعالى قادر. والقادر هو الذي يصحّ عنه أن يفعل، ولايجب; وإذا فعل فعل باختيار وإرادة، لداع يدعوه إلى أن يفعل. ويقابله الموجَب، وهو الذي يجب أن يصدر عنه الفعل، ويجب أن يقارنه فعله، لأنّه لو تأخّر الفعل عنه لما كان صدور الفعل عنه واجباً، إذ لم يصدر عنه في الحال المتقدّم على الصدور.
والمتكلّمون يقولون: إنّ الباري تعالى قادر، إذ كان فعله حادثاً غير صادر عنه في الأزل، ويلزم القائلين بالقدم كون فاعله موجباً.
والحكماء يقولون: كلّ فاعل فَعَلَ بإرادته مُختار، سواء قارنه الفعل في زمانه أو تأخّر عنه.