responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 134

الحاصل في الذكر بعد النسيان هو ما أدركه أوّلاً بعينه، وهو عوده.وليس ذلك بصحيح.لأنّ التعدّد ينافي الوحدة، وتماثل المعاد والمبتدأ لايقتضي اتّحادهما.


لامتناع إعادة المعدوم بعينه.

وما شهد به النصوص من كون أهل الجنة جُرداً مُردا، وكون ضَرس الكافر مثل جبل أُحد، يعضد ذلك، وكذا قوله تعالى: (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلوداً غَيْرَها) (النساء/56) .

ولايبعد أن يكون قوله تعالى: (أَوَ لَيْسَ الّذي خَلَقَ السَّمواتِ وَ الأَرْضَ بِقادِر عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)(يس/81) . إشارة إلى هذا». [1]

أقول: الصحيح أن يقال: إنّ المُعاد في القيامة هو عين الإنسان الدنيوية باعتبار نفسه، وليس عيناً له باعتبار بدنه وحالاته البدنية وهذا واضح، قال العلاّمة الطباطبائي ـ ره ـ بعد نقل ما ذكره المفسّرون في بيان المراد من قوله: (مثلهم)والمناقشة عليها:

«فالحقّ أن يقال: إنّ المراد بخلق مثلهم إعادتهم للجزاء بعد الموت، كمايستفاد من كلام الطبرسي ـ رحمه اللّه ـ في مجمع البيان.

بيانه: أنّ الإنسان مركّب من نفس وبدن، والبدن في هذه النشأة في معرض التحلُّل والتبدّل دائماً، فهو لايزال يتغيّر أجزاؤه، والمركّب ينتفي بانتفاء أحد أجزائه، فهو في كلّ آن غيره في الآن السابق بشخصه، وشخصية الإنسان محفوظة بنفسه ـ روحه ـ المجرّدة المنزّهة عن المادة والتغييرات الطارئة من قبلها المأمونة من الموت والفساد.

والمتحصّل من كلامه تعالى: أنّ النفس لاتموت بموت البدن وأنّها محفوظة حتى ترجع إلى اللّه سبحانه، كما تقدّم استفادته من قوله تعالى: (وَ قالُوا ءَ إِذا ضَلَلْنا فِي الأَرْضِ أَءِنّا لَفِي خَلق جَدِيد بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرونَ*قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الّذي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)(الم السجدة/11) .

فالبدن اللاحق من الإنسان إذا اعتبر بالقياس إلى البدن السابق منه كان مثله لاعينه، لكن الإنسان ذا البدن اللاحق إذا قيس إلى الإنسان ذي البدن السابق كان عينه لا مثله، لأنّ الشخصية بالنفس وهي واحدة بعينها».[2]


[1] شرح المقاصد: 5/ 90ـ 91.
[2] الميزان: 17/113ـ 114.

نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست