الحسين; ثمّ محمّد بن الحنفيّة; وقالوا: إنّه الإمام المنتظر، أعني المهديّ الذي يملأ الدنيا عدلاً، وهو الآن مستتر في جبل رضوى بقرب المدينة.وبعضهم
وزعمت فرقة منهم أنّ محمد بن عليّ استعمل المختار على العراقين بعد قتل الحسين ـ عليه السّلام ـ
وأمره بالطلب بثأره، وسمّاه كيسان [1] لما عرف من قيامه ومذهبه، وهذه الحكايات في معنى اسمه عن الكيسانية خاصة، فأمّا
نحن فلانعرف إلاّ أنّه سمّي بهذا الاسم ولانتحقق معناه ـ إلى أن قال: ـ لابقية للكيسانية جملة وقد انقرضوا حتى لايعرف منهم في هذا الزمان أحد إلاّ ما يحكى، ولايعرف صحّته.
ثمّ قال: وكان من الكيسانية أبوهاشم إسماعيل بن محمد الحميري الشاعر ـ رحمه اللّه ـ وله في مذهبهم أشعار كثيرة، ثمّ رجع عن القول بالكيسانية وبرئ منه ودان بالحق، لأنّ أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ـ عليهما السلام ـ دعاه إلى إمامته وأبان له عن فرض طاعته، فاستجاب له فقال بنظام الإمامة وفارق ما كان عليه من الضلالة وله في ذلك أيضاً شعر معروف وهو:
تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر * وأيقنت أنّ اللّه يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت داينا * به ونهاني سيّد الناس جعفر
فقلت: هب أنّي قد تهوّدت برهة * وإلاّ فديني دين من يتنصَّـر
فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أُخفي و أُضمر
ولا قائل قولاً لكيسان بعدها * وإن عاب جُهّال مقالي وأكثروا
ولكنّه من قد مضى لسبيله * على أحسن الحالات يقضي ويؤثر
ثمّ إنّه ـ ره ـ بسط الكلام في الرد على مقالة الكيسانية فراجع.[2]
وقد ذكروا للكيسانية فرقاً أهمّها ثلاث هي:
[1] الكيسانية الخالصة، ويسمّون المختارية أيضاً، وهم الذين قالوا: إنّ أبا القاسم
[1] كيسان اسم للغَدِر. [2] الفصول المختارة: ص296 ـ304.