وقال سبحانه: (الر كِتابٌ أنزلناهُ إِلَيْكَ لتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ
بِإِذنِ رَبِّهِم). [3]
فالآيات تركز على أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بُعث إلى الناس كافة ، إذ انّ
الفرقان الذي هو تعبير آخر عن القرآن، نذير للعالمين، وبالتالي جاء الرسول
ليخرج عامة الناس من الظلمات إلى النور، فيكون تشريعه عالمياً.
وثمة سوَال يثار وهو كيف يقال انّ القضايا الاَخلاقية قضايا مطلقةمع أنّها
تعد من القيم في ظرف دون ظرف. مثلاً: الصدق حسن، ولكنّه لا في كلّ زمن، فلو
كان الصدق سبباً لهلاك الاَبرياء فليس بحسن، بل الكذب ينقلب هناك من القبيح
إلى الحسن، فهذا يدل على أنّ القضايا الاَخلاقية في الاِسلام قيم نسبية لا مطلقة؟
والجواب: إنّ الصدق حسن في جميع الاَزمنة والاَمكنة، غير انّه لما كان
الصدق في ذلك المورد يقع ذريعة لقتل الاَبرياء، فلا يجيزه العقل لا لقبحه بل
لاَجل دفع الظلم عنهم، وأمّا قبح الكذب فهو باق على قبحه حتى في ذلك الظرف