وهذا العنصر له أهمية بالغة في المذهب الاَخلاقي في الاِسلام دون أن تجد
له أثراً يذكر في المذاهب الاَخلاقية المادية الاَُخرى، ولم يكتف الاِسلام بذلك،
بل جعل النية الخالصة مكان العمل إذا لم يكن الناوي قادراً على القيام به.
روي أنّعليّاً لمّا أظفره اللّه بأصحاب الجمل، قال له بعض أصحابه: وددت
أنّ أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك.
قال: «فقد شهدنا. ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال
وأرحام النساء سيرعف [3]بهم الزمان، ويقوى بهم الاِيمان». [4]
إنّ اهتمام الاِسلام بتصفية الباطن من خلال الترغيب إلى النية الخالصة
والابتعاد عن النية المشوبة، يعرب عن عناية الاِسلام بموضوع النية، وما ذلك إلاّ
لاَنّها مصدر العمل وروحه، فالنيات الصالحة مصادر الخيرات كما أنّ النيات
الطالحة منابع الشرور.
قال أمير الموَمنين (عليه السلام) : «أيّها الناس، إنّمايجمع الناس الرضا والسخط،
وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم اللّه بالعذاب لما عمّوه بالرضا، فقال
سبحانه: (فَعَقَروها فَأَصْبَحُوا نادِمين)[5]. [6]
وقال (عليه السلام) : «الرّاضي بفعل قوم كالدّاخل فيه معهم،وعلى كلِّ داخل في