responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 152

وهذه الشبهة هي التي نقلها الذكر الحكيم عن المشركين، قال: (وَقالُوا أَئِذا ظَلَلْنا في الاََرْضِ أَئِنّا لَفي خَلْقٍ جَديدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِرَبِّهِمْ كافِرُون) . [1]

فهذه الآية تتضمن الشبهة والاِجابة الاِجمالية عنها، ولكن الجواب التفصيلي ورد في الآية التالية: (قُلْيَتَوفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوت الَّذي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرجَعُون) . [2]

وهذه الآية تزيل الشبهة بالبيان التالي، وهو:

إنّواقع الاِنسان ليس هو البدن المتفرقة أجزاوَه، بل واقعه أمر محفوظ، وهو الذي يأخذه ملك الموت ويُرجعه إلى ربه، وهو شيء لا يمسَّه الانحلال ولا التغيير ولا التبدُّل، فما يتبدل أو يتغير ليس هو واقع الاِنسان، و ما هو واقع الاِنسان فهو في معزل عن التفرق والانحلال، ويتضح ذلك إذا كان معنى التوفي هو الاَخذ، يقول سبحانه: (اللّهُ يَتَوَفّى الاََنْفُسَ حين مَوتِها). [3]

أي أنّاللّه يأخذ الاَنفس حين موتها، وفيما نحن فيه من الآية ينسب التوفي وأخذ الروح إلى ملك الموت، ولا تنافي بين النسبتين، لاَنّ ملك الموت جند من جنود اللّه سبحانه،ومأمور من قبله، والآية بصراحتها تكشف عن أنّموت البدن ليس موت الاِنسان، بل الاِنسان باقٍ بعد الموت يتوفّاه ملك الموت ويحتفظ به إلى قيام الساعة.

إلى هنا تبيّن انّ الروَية الاِسلامية حيال خلقة الاِنسان هو انّه كائن علوي روحي باق بعد الموت عبر القرون إلى يوم القيامة، وانّالحياة لا تنقطع بالموت،


[1]السجدة:10.

[2]السجدة:11.

[3]الزمر: 42.
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست