لقد كثر التأليف حول بنت المصطفى، الوردة المُتفتحة في روضة الوحي، فاطمة الزهراء ـ عليها السَّلام ـ وكلٌّ قد أخذ بجانب من شخصيتها وتناول بُعداً من أبعاد حياتها، فمن مشير إلى عبادتها وتهجّدها وإخباتها أمام ربّها، إلى متحدث عن زهدها و عزوفها عن زبارج الدنيا رغم كونها امرأة شابّة في مقتبل العمر، إلى ثالث جامع لخطبها المدوّية وكلماتها الغرّاء المعبرة عن فصاحتها وبلاغتها، وإحاطتها بمعارف الدين... إلى رابع وخامس....
غير انّ هذه الدرّة المكنونة لا يعرف جوهرتها القدسية، إلاّخالقها الذي أنزل في شأنها قوله:(إِنّما يُريدُ اللّهُ ليُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجس أَهْل البَيْت وَيُطهِّركم تَطهيراً)[1] .
كما أنزل في شأن بيتها قوله: (في بُيُوت أَذِنَ اللّه أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ...)[2] .