responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 321

مستقيمة ومعارف غير ثابتة وتفاسير قلقة من شهود الحقيقة المطلقة، ولم يعثر الإنسان على الحقيقة منذ ولادته، وهو يتخبط دائماً في بحر الجهل، وسيبقى في ضلاله إلى يوم يبعثون.

وإذا كانت جميع الشرائع أو الأديان في صف واحد، وجميع الرسالات مختلفة بسبب العوامل، فينبغي أن نقول: لا فرق حينئذ بين اليهودية والمسيحية والإسلام والأديان الأُخرى مثل البوذية والهندوسية، بل حتى المذاهب الإلحادية مثل المادية والواقعية الحديثة، لأنّ الجميع يشتركون في رسم صورة خطأ للوجود، وعليه سيكون الإنسان مخيراً في اختيار تثليث المسيحية وتوحيد الإسلام وإلوهية براهما وبوذا. وهذا التفسير يعكس وجود أزمة فكرية لدى صاحب هذه النظرية.

2. لو فرضنا صحّة هذه النظرية، فانّ التعدّدية ستختص في التعاليم العقيدية كالتوحيد والتثليث، والجبر والاختيار، والتنزيه والتجسيم، ولا تشمل الأحكام العملية والأخلاقية، لأنّ من الممكن أن يستوحي الإشراق والارتباط بالوجود المطلق، إيحاءات مختلفة من العلاقة بهذا الوجود المطلق. أي من الممكن أن يكون إدراك كلّ واحد من هؤلاء المرسلين (كما يعبر هيك) لذات وصفات وأفعال الحقيقة المتعالية اللا محدودة يختلف بشكل كامل، لكنّهم لم يختلفوا في فهم الأحكام العملية المتعلّقة بشؤون المجتمع وإصلاح أخلاق الإنسان.

وبتعبير آخر انّ النصوص العقائدية تشتمل على جنبة خبرية، وتقول: اللّه واحد، أو اللّه ثلاثة، وهكذا القضايا الأُخرى في العقيدة، إلاّ أنّ النصوص في التعاليم العملية والأخلاقية إنشائية، وبلا فاصلة يقول الأنبياء: افعل أو لا تفعل. مثلاً: صلّ، صم، اعط الزكاة، لا تظلم، لا تراء، لا تغتب. فكيف يمكن لهذه النصوص المختلفة أن ترتبط بالتجربة الدينية، ويكون ارتباط الأنبياء بالوجود المطلق؟ وهل يمكن للّغة أو الثقافة أن تؤثرا في هذه التعاليم؟ وإذ كنا لا نفهم

نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست