وفاة الإمام موسى الكاظم ـ عليه السَّلام ـ وقد استشهد ـ عليه السَّلام ـ سنة 183هـ، فعلى ذلك فلا يمكن أن يوصف من مات على رأس خمسين بعد المائة بالوقف.
كلّ ذلك يدعم بأنّ أبا بصير الأسدي غير يحيى بن القاسم الحذّاء.
الرابع: قد عرفت أنّ النجاشي عنون أبا بصير الأسدي ووصفه بأنّه ثقة وجيه، ولكن الشيخ وصف يحيى بن القاسم الحذّاء بالوقف، ومن طبيعة الحال انّ النجاشي كان واقفاً على حكم الشيخ بالوقف على الحذّاء، فلو كان المعنونان متحدين كان على النجاشي أن يشير إلى نظر الشيخ، مع أنّه سكت عن ذلك.
هذه الوجوه وغيرها ممّا ذكرها المحقّق الكلباسي (المتوفّى 1356هـ) في كتابه يثبت تعدد المعنونين وانّ هذا لا يوجب الشك في صحة رواية أبي بصير الأسدي.
وهناك وجه آخر وهو انّ أبا بصير أدرك عصر أبي جعفر الباقر ـ عليه السَّلام ـ الذي توفّي عام 114هـ وأدرك عصر الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ وبعده بسنتين، وتوفّي سنة 150هـ.ق.
فلو كان يحيى بن القاسم الحذّاء هو نفسَ أبي بصير الأسدي كان على الشيخ أن يذكره في عداد أصحاب الإمام أبي جعفر الباقر والصادق ـ عليه السَّلام ـ ، ولا يخصّه بأصحاب الإمام الكاظم ـ عليه السَّلام ـ .
نعم ذكر في أصحاب الإمام الباقر يحيى بن القاسم الحذّاء، ولكنّه لم يصفه بالوقف، وهو يعرب انّ الحذّاء المطلق غير الحذّاء الموصوف بالوقف.