السُّنّة الشريفة هي الحجّة الثانية التي استأثرت باهتمام المسلمين بعد الكتاب العزيز، وهي وحي بمعناها لا بلفظها، خلافاً للقرآن فهو وحي بلفظه ومعناه، وقد أمر سبحانه الأخذ بكلّ ما أمر الرسول ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ أو نهى عنه، وقال: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .[1]
السنَّة هي الحدّ المائز بين الحقّ والباطل، والمصباح المنير لرواد الحقّوالحقيقة لا يعادلها شيء بعد القرآن الكريم.
السنَّةُ هي المرجع لبيان مجملات الكتاب والموضحة لعموماته ومطلقاته، فلو تُركت السُّنّةُ وأُهملت على الإطلاق أو اقتصرت على السُّنَّة المتواترة لاندثرت الشريعة ومُحيت أحكامها.
السنّة هي فصل الخطاب والحجّة القاطعة في مقام التشريع والقضاء، وتبيين شروط العبادات وموانعها، فلا غنى لمسلم عن السُّنّة، كما لا غنى له عن الكتاب.
وهناك كلمات مأثورة عن أئمّة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ تكشف بوضوح عن المقام