ثمّ ناقش استدلال الشيعة الذي نقله بوجوه نأتي بها:
1. انّأهل السنة قالوا: إنّ المقصود بأهل البيت هم نساء النبي و ليس الاَربعة
رضي اللّه عنهم، و انّالّذي رجّح عندهم هذه الرواية هو سياق الآيات التي سبقتها،
و السياق له اعتباره في استنباط الاَحكام ثمّنقل الآيات المتقدمة على آية التطهير
والمتأخرة عنها و كلّها نازلة في نساء النبي.
2. انّالخطاب في آية التطهير و إن جاء بصيغة المذكر:
(عنكم أهل البيت و
يطهركم...) خلافاً للضمائر الواردة في سائر الآيات التي سبقتهاو التي أعقبتها ،
فهي بصيغة الموَنث. لكنّه لا يصير دليلاً على التغاير، و انّالمقصودين من آية
التطهير غير المقصودين من سائر الآيات، و ذلك لاَنّه يجوز في لغة العرب
مخاطبة جمع الموَنث بصيغة جمع المذكر تعبيراً لعلو المقام والمبالغة.
3. انّ حديث الرسول جاء بصيغة الطلب «اللّهمّ اذهب عنهم الرجس
وطهّرهم تطهيراً» و هي صيغة تفيد عدم شمول الاَربعة وقت نزول النصّ، فدعا
الرسول ربه أن يشملهم أيضاً بحكمه، و لو كانوا هم المقصودين لكان الرسول
ناجى ربّه بصيغة الشكر لا بصيغة الطلب.
4. انّالاِرادة الواردة في الآية هي الاِرادة التشريعية أي الاَمر الذي لا يسلب
المخاطب القدرة على الاختيار، و ليست إرادة كونية ـ التي تدّعيها الشيعة ـ و التي
تتعلق بكلّقضايا الخلق و الاِيجاد فقد خُلِقتْ من دون اختيار، و ذلك لاَنّه عندئذ
تصبح طهارتهم ـ عصمتهم ـ أمراً خارجاًعن الاختيار ولا تكون خاضعة للثواب و
العقاب.
هذه هي الاَدلة التي استدل بها على نزول الآية في نساء النبيّ ، و لكن
الاَُستاذ ـ أنار اللّه برهانه ـ لم يتجرّد عن عقيدته في تفسير الآية، ولو كان ناظراً إليها