responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 433

فمرنا بأمرك، فواللّه انّهم لاَهل أن تضرب أعناقهم، فقال سعد بن عبادة وكان خزرجياً: كذبت لعمر اللّه لا تضرب أعناقهم، أما واللّه ما قلتَ هذه المقالة إلاّ انّك قد عرفت أنّهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلتَ هذا. فقال أُسيد: ولكنّك منافقٌ تجادل عن المنافقين، وعندئذٍ تساور الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيين من الاَوس و الخزرج شر. وفي لفظ البخاري: فصار الحيان الاَوس و الخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قائم على المنبر فلم يزل يُخَفِّضُهم حتى سكتوا وسكت. [1]

هذه نماذج من مواقف النبي الاَعظم حيال الخلافات التي كانت تنشب أحياناً بين أُمّته، وهو صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يصنع من الخلاف وئاماً و من النزاع وفاقاً، ويدفع الشر بقيادته الحكيمة، وما هذا إلاّ لاَنّ صرح الاِسلام قائم على كلمتين: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.

وهذا صنو النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ووصيّه وخليفته إذ حُرِم من حقّه المشروع، وبدلت الخلافة التنصيصية إلى تداول الخلافة بين تيم وعديّ ثمّ إلى أُمية، قد بقي حليف بيته وأليف كتاب اللّه وهو يرى المفضول يمارس الخلافة مع وجود الفاضل، بل يرى تراثه نهباً ومع ذلك كلّه لم ينبس ببنت شفة إلاّ في موارد خاصة، حفاظاً على الوفاق والوئام وهو عليه السّلام يشرح لنا تلك الواقعة بقوله: «فواللّه ما كان يُلقى في روعي، ولا يخطر ببالي، أنّ العرب تزعج هذا الاَمر من بعده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن أهل بيته، ولا انّهم مُنحّوه عني من بعده، فما راعني إلاّ إنثيال الناس على فلان يبايعونه فامسكت يديَ حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاِسلام يدعون إلى محق دين محمّد، فخشيت إن لم أنصر الاِسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنّما هي متاع أيّام قلائل...». [2]


[1] السيرة النبوية: 3|312ـ 313؛ وصحيح البخاري:5|119،باب غزوة بني المصطلق.
[2] نهج البلاغة، الرسالة 62، طبعة محمد عبده.

نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست