وهل يضرّ فوات استدامة النيّة في أثناء العمل بتخلّل النوم؟ الصحيح أنّه لا يضرّ؛ إذ ليس المراد من النيّة إلّا عدم وقوع جزء من أجزاء العمل بدونها، لا عدم خلوّ المكلّف عنها إلى تمام العمل [1]).
ويلحق بالنوم غيره من الامور الطارئة أثناء الأذان والإقامة كالإغماء والجنون والسكر ونحوها، فيستحبّ لمن طرأ له ذلك الاستئناف والبناء مع عدم الإخلال بالموالاة [2]).
ولكن قال العلّامة في نهاية الإحكام:
«ويحتمل في الإغماء الاستئناف وإن قصر؛ لخروجه عن التكليف» [3]).
ونوقش بأنّ ذلك لا يجدي في الفرق بينه وبين غيره؛ إذ أقصاه عدم توجّه الخطاب إليه بالإتمام في ذلك الحال، إلّا أنّه لم يثبت اشتراط صحّة الأذان ببقاء الخطاب، بل مقتضى إطلاق صدق الأذان عليه عدمه، على أنّ مثله يأتي في النوم، فلا وجه للفرق بذلك إلّا بتكلّف [4]).
هذا، وقد اختار بعض المتأخّرين أنّ
[1] جواهر الكلام 9: 118. مستمسك العروة 5: 610. [2] جواهر الكلام 9: 119. [3] نهاية الإحكام 1: 414. [4] جواهر الكلام 9: 119.