responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 20  صفحه : 212
والمنافقون والمنافقات الذين اتّخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب اللَّه ورسوله [1]، الذين وعدهم اللَّه نار جهنّم [2]، وجعلهم في أسفل دركٍ من النار [3].
ومن أعدائه في الأخبار الذين نصبوا العداوة لأولياء اللَّه وأوصياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من آل محمّد، ونقضوا عهده وخالفوه في ما تواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: «إنّي تارك فيكم الثقلين... كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي...» [4]، وظلموهم وحاربوهم وقتلوهم، بل نصبوا العداوة لمحبّيهم ومواليهم، كما في قول أبي عبد اللَّه عليه السلام في رواية عبد اللَّه بن سنان: «ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت؛ لأنّك لا تجد أحداً يقول: أنا ابغض محمّداً وآل محمّد، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا، وأنّكم من شيعتنا» [5].
فالبراءة من هؤلاء أيضاً لازمة في حكم العقل، بل في كثير من الأخبار التصريح بأنّها من الدين وكماله [6].
بل في بعض الأخبار أنّ مدّعي الولاية لهم عليهم السلام لا يصدّق إلّاببراءته من أعدائهم أيضاً، كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام حينما قيل له: إنّ فلاناً يواليكم إلّاأنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم، فقال:
«هيهات، كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا» [7].
وفي رواية سليمان الأعمش عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي...
لو أنّ عبداً عبد اللَّه ألف عام ما قُبل ذلك منه إلّابولايتك وولاية الأئمّة من ولدك، وإنّ ولايتك لا تقبل إلّابالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمّة من ولدك...» [8].
ولذلك قال المفيد في اعتقاداته: «ولا يتمّ الإقرار باللَّه وبرسوله وبالأئمّة إلّا بالبراءة من أعدائهم» [9].
هذا كلّه في أعداء اللَّه وأعداء أوليائه، وأمّا عصاة المؤمنين والمؤمنات فإنّما البراءة من أعمالهم وذنوبهم، لا من أنفسهم، قال اللَّه تعالى: «فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ» [10]. ولعلّ في الأخبار أيضاً دلالة على ذلك.

[1] التوبة: 107.
[2] التوبة: 68.
[3] النساء: 145.
[4] الوسائل 27: 33- 34، ب 5 من صفات القاضي، ح 9.
[5] الوسائل 9: 486، ب 2 ممّا يجب فيه الخمس، ح 3.
[6] ففي رواية الأعمش عن الإمام الصادق عليه السلام في عداد شرائع الدين: «... وحبّ أولياء اللَّه واجب، والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة، ومن الذين ظلموا آل محمّد صلّى اللَّه عليهم، وهتكوا حجابه... وأسّسوا الظلم، وغيّروا سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمّة الضلال وقادة الجور كلّهم أوّلهم وآخرهم واجبة، والبراءة من أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة، والولاية للمؤمنين الذين لم يغيّروا ولم يبدّلوا بعد نبيّهم واجبة، مثل: سلمان الفارسي، وأبي ذرّ الغفاري...». البحار 10: 222، 226- 227، ح 1.
وفي رواية الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام حينما سأله المأمون عن محض الإسلام على إيجاز واختصار: «... وأنّ الإسلام غير الإيمان... والإيمان هو... البراءة من الذين ظلموا آل محمّد، وهمّوا بإخراجهم، وسنّوا ظلمهم، وغيّروا سنّة نبيّهم، والبراءة من الناكثين...». البحار 68: 261، 262، 263، ح 20.
وفي رواية اخرى عنه عليه السلام: «كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدوّنا». البحار 27: 58، ح 19.
[7] البحار 27: 58، ح 18.
[8] البحار 27: 63، ح 22.
[9] الاعتقادات (مصنّفات الشيخ المفيد) 5: 106.
[10] الشعراء: 216.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 20  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست