responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 13  صفحه : 351
وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر» [1].
قال العلّامة الطباطبائي: «إنّ حقيقة دعوة النبوّة هي إصلاح الحياة الإنسانيّة الأرضيّة، قال تعالى حكاية عن شعيب:
«إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ» [2]» [3].
وقال في موضع آخر: «السبب في بعث الأنبياء وإنزال الكتب، وبعبارة اخرى:
العلّة في الدعوة الدينيّة، وهو أنّ الإنسان بحسب طبعه وفطرته سائر نحو الاختلاف، كما أنّه سالك نحو الاجتماع المدني، وإذا كانت الفطرة هي الهادية إلى الاختلاف لم تتمكّن من رفع الاختلاف، وكيف يدفع شي‌ء ما يجذبه إليه نفسه؟! فرفع اللَّه سبحانه هذا الاختلاف بالنبوّة والتشريع بهداية النوع إلى كماله اللائق بحالهم المصلح لشأنهم، وهذا الكمال كمال حقيقي داخل في الصنع والإيجاد... وإذا كانت الطبيعة الإنسانيّة هي المؤدّية إلى هذا الاختلاف العائق للإنسان عن الوصول إلى كماله الحريّ به، وهي قاصرة عن تدارك ما أدّت إليه وإصلاح ما أفسدته، فالإصلاح- لو كان- يجب أن يكون من جهة غير جهة الطبيعة، وهي الجهة الإلهية التي هي النبوّة بالوحي؛ ولذا عبّر تعالى عن قيام الأنبياء بهذا الإصلاح ورفع الاختلاف بالبعث، ولم ينسبه في القرآن كلّه إلّاإلى نفسه، مع أنّ قيام الأنبياء- كسائر الامور- له ارتباطات بالمادّة بالروابط الزمانيّة والمكانيّة» [4].
وإذا حلّلنا إنزال الكتب ووضع الدين للنظم والتشريعات التي تحتوي على مصالح راجعة إلى العباد في دنياهم واخراهم، وراقبنا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحلّلنا مفهوم الجهاد القائم على حماية الدين والحدّ من الاعتداء والظلم ودرسنا مفهوم الولاية والحاكمية الصالحة، لعلمنا أنّ الإسلام حتى لو لم يرد نصّ بخصوصه، يهدف إلى إصلاح البشر على المستويات المادية والمعنوية في الدنيا والآخرة، فرسالة الإصلاح هي اسّ الرسالات السماوية على الإطلاق.

[1] الوسائل 16: 119، ب 1 من الأمر والنهي، ح 6.
[2] هود: 88.
[3] الميزان 15: 307.
[4] الميزان 2: 130- 131.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 13  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست