3- الإسباغ في الاستنجاء:
الإسباغ راجح في ماء الاستنجاء؛ لأنّه مبالغة في التطهير. وهذا وإن لم يتعرّض له الفقهاء بهذا العنوان إلّا في المقنعة حيث قال: «أدنى ما يجزيه لطهارته من البول أن يغسل موضع خروجه بالماء بمثلي ما عليه منه، وفي الإسباغ للطهارة منه ما زاد على ذلك من القدر» [1]). إلّا أنّهم رغم تعيينهم الحدّ اللازم في التطهير ذكروا أنّ الأكثر أفضل وأكمل، فصرّح بعض من قال بكفاية الغسلة الواحدة في البول- مثلًا- أنّ الغسلتين أولى للتأكّد من إزالة النجاسة [2]، ومن اكتفى بالغسلتين أكّد على أنّ الثلاثة أكمل [3]
، بل ذكر بعضهم أنّ التثليث أو التربيع أفضل [4]).
رابعاً- ما يتحقّق به الإسباغ:
قد اتّضح من كلّ ما تقدّم من تعريف الإسباغ وحكمه أنّ الإسباغ يتحقّق بإكثار الماء وإيصاله إلى أعضاء الطهارة زائداً
[1] المقنعة: 42. [2] انظر: المدارك 1: 164. كشف الغطاء 2: 149. جواهر الكلام 2: 21. [3] انظر: الرياض 1: 203. مصباح الفقيه 2: 75. العروة الوثقى 1: 315. [4] كشف الغطاء 2: 149.