responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 1  صفحه : 47
2- مرحلة الفقه الاجتهادي (عصر الاجتهاد):
إلّا أنّ اكتمال الأحاديث والنصوص المبيّنة للشريعة الصادرة من قبل الأئمة عليهم السلام من ناحية، وتخرّج الكثيرين من الفقهاء الأفذاذ والعلماء الكبار ممّن تربّى على أيديهم من ناحية ثانية، وتزايد الضغوط والمراقبة عليهم من قبل الحكّام الجائرين من ناحية ثالثة، وتضافر الناس واقبالهم على مذهب أهل البيت تدريجياً من ناحية رابعة.
كل هذه الجهات وغيرها دعت الأئمة المتأخرون إلى التمهيد لاستقلالية الفقه والفقهاء واعتماد الشيعة على أنفسهم بالتدريج، وذلك بأمرهم عليهم السلام الناس بالرجوع إلى الفقهاء ورواة أحاديثهم، والذين اطلق عليهم فيما بعد نوّاب الامام، وعبّر عن وظيفتهم الشرعية بالنيابة العامّة، وعن رجوع الناس اليهم بالتقليد.
وهذا التمهيد كان قد بدأ به قبل عصر الغيبة من قبل الأئمة المتأخرين، حيث كانوا في موارد خاصّة يُرجعون شيعتهم في الأقطار الاسلامية البعيدة عنهم إلى بعض الفقهاء أمثال: زكريا بن آدم، ويونس بن عبد الرحمن [ت/ 208 ه]، وغيرهم ليأخذوا عنهم معالم دينهم؛ إلّا انّه حصل بشكل عام في عصر الغيبة الصغرى وأصبح منحصراً فيه ومتعيّناً بانتهاء هذا العصر وبدء الغيبة الكبرى، وقد أعلنتها جملة من النصوص من قبيل التوقيع المعروف الصادر من الناحية المقدّسة عليه السلام الذي رواه اسحاق بن يعقوب، قال: «سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان عليه السلام: أمّا ما سألت عنه أرشدك اللَّه وثبّتك ...- إلى أن قال-: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فانهم حجتي عليكم وأنا حجّة اللَّه عليهم» [1].
وكان مبدأ هذا العصر في عام 329 ه الذي وقعت فيه الغيبة الكبرى بوفاة السفير الرابع وهو مستمر إلى يوم يفرّج اللَّه سبحانه على العالم بظهور الامام المنتظر- عجّل اللَّه له الفرج- ليملأ
[1] الوسائل 27: 140، ب 11 من صفات القاضي، ح 9. كمال الدين: 484، ب 45 من التوقيعات، التوقيع الرابع. الغيبة (الطوسي): 177.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست