responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 164
العرب أهل الضاحية على إتاوة معلومة لكف عاديتهم وزحف تميم بالمغرب من المهدية إلى سنة ثمان وخمسين في جموعه ومعه يبقى بن علي أمير زغبة فحاصر تونس أربعة أشهر إلى أن صالحه ابن خراسان واستقام على طاعته فأفرج عنه ولم يزل قائما بأمره ابنه أحمد ابن عبد العزيز بن عبد الحق فضل عمه إسماعيل بن عبد الحق لمكان رسمه وقرابته أبو بكر إلى أن ببزرت فأقام بها خوفا على نفسه ونزع أحمد إلى التحلق بسير الملك والخروج عن سيرة المشيخة واشتدت وطأته وكان من مشاهير رؤساء بنى خراسان هؤلاء فاستبد بتونس لأول المائة السادسة وضبطها وبنى أسوارها وعامل العرب على اصلاح سابلتها فصلحت حاله وبنى قصور بنى خراساب وكان مجالسا للعلماء محبا فيهم ونازله علي بن يحيى بن العزيز بن تميم سنة عشر وخمسمائة وضيق عليه ودافعه باسعاف غرضه فأفرج عنه ثم نازله عساكر العزيز بن منصور صاحب بجاية فعاد إلى طاعته سنة أربعة عشر ولم يزل واليا على تونس إلى أن نهض سنة ثنتين وعشرين مطرف بن علي بن حمدون قائد يحيى ابن العزيز من بجاية في العساكر إلى إفريقية وملك عامة امصارها فتغلب على تونس وأخرج أحمد بن عبد العزيز صاحبها ونقله إلى بجاية بأهله وولده وولى على تونس كرامة ابن المنصور عم يحيى بن العزيز فبقي واليا عليها إلى أن مات وولى عليها بعدها أخوه أبو الفتوح بن المنصور إلى أن مات وولى مكانه ابن ابنه محمد وساءت سيرته فعزل وولى مكانه عمه معد بن المنصور إلى أن استولى النصارى على المهدية وسواحلها ما بين سوسة وصفاقس وطرابلس سنة ثلاث وأربعين وصارت لصاحب صقلية وأخرج الحسن بن علي كما هو مذكور فأخذ أهل تونس في الاستعداد والحذر واستأسدوا لذلك على واليهم وانتشر بغاتهم وربما ثاروا بعض الأيام عليه فقتلوا عبيده بمرأى منه واعتدوا عليه في خاصته فبعث عنه أخوه يحيى من بجاية فركب البحر في الأسطول وترك نائبه العزيز بن دامال من وجوه صنهاجة فأقام بينهم وهم مستبدون عليه وكان بالمعلقة جوارهم محرز ابن زياد أمير بنى على من بطون رياح وقد تغلب عليها وكانت الحرب بينه وبين أهل تونس سجالا والتحم بينهما المصف وكان محرز يستمد عساكر صاحب المهدية على أهل تونس فتأتيه إلى أن غلب النصر على المهدية وحدثت الفتنة بينهم بالبلد فكان المصاف بين أهل باب السويقة وأهل باب الجزيرة وكانوا يرجعون في أمورهم إلى القاضي عبد المنعم ابن الإمام أبى الحسن ولما غلب عبد المؤمن على بجاية وقسنطينة وهم العرب صدف ورجع إلى مراكش انتهت إليه شكوى الرعايا بإفريقية مما نزل بهم من العرب فبعث ابنه عبد الله من بجاية إلى إفريقية في عساكر الموحدين فنازل تونس سنة ثنتين وخمسين وامتنعت عليه ودخل معهم محرز بن زياد وقومه من العرب واجتمع جندهم وبرزوا
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست