responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 109
في عسكره سائر غزواته فلما قفل من السوس سرح العساكر إلى القيروان حتى بقي في خف من الجنود وتراسل كسيلة وقومه فأرسلوا له شهودا وانتهزوا الفرصة فيه وقتلوه ومن معه وملك كسيلة إفريقية خمس سنين ونزل القيروان وأعطى الأمان لمن بقي بها ممن تخلف من العرب أهل الذراري والأثقال وعظم سلطانه على البربر وزحف قيس بن زهير البلوى في ولاية عبد الملك للثأر بدم عقبة سنة سبع وستين وجمع له كسيلة سائر البربر ولقيه بجيش من نواحي القيروان فاشتد القتال بين الفريقين ثم انهزم البربر وقتل كسيلة ومن لا يحصى منهم وأتبعهم العرب إلى محنة إلى ملوية وفى هذه الواقعة دل البربر وفنيت فرسانهم ورجالهم وخضدت شوكتهم واضمحل أمر الفرنجة فلم يعد وخاف البربر من زهير ومن العرب خوفا شديدا فلجؤوا إلى القلاع والحصون ثم ترهب زهير بعدها وقفل إلى المشرق فاستشهد ببرقة كما ذكرناه واضطرمت إفريقية نارا وافترق أمر البربر وتعدد سلطانهم في رؤسائهم وكان من أعظمهم شأنا يومئذ الكاهنة دهيا بنت ماتية بن تيفان ملكة جبل أوراس وقومها من جراوة ملوك البتروز وعمائهم فبعث عبد الملك إلى حسان بن النعمان الغساني عامله على مصر ان يخرج إلى جهاد إفريقية وبعث إليه بالمدد فزحف إليها سنة تسع وسبعين ودخل القيروان وغزا قرطاجنة وافتتحها عنوة وذهب من كان بقي بها من الإفرنجة إلى صقلية والى الأندلس ثم سأل عن أعظم ملوك البربر فدلوه على الكاهنة وقومها جراوة فمضى إليها حتى نزل وادى مسكيانة وزحفت إليه فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم المسلمون وقتل منهم خلق كثير وأسر خالد بن يزيد القيسي ولم تزل الكاهنة والبربر في اتباع حسان والعرب حتى أخرجوهم من عمل قابس ولحق حسان بعمل طرابلس ولقيه كتاب عبد الملك بالمقام فأقام وبنى قصوره وتعرف لهذا العهد ثم رجعت الكاهنة إلى مكانها واتخذت عهدا عند أسيرها خالد بالرضاع مع ابنتها وأقامت في سلطان إفريقية والبربر خمس سنين ثم بعث عبد الملك إلى حسان بالمدد فرجع إلى إفريقية سنة أربع وسبعين وخربت الكاهنة جميع المدن والضياع وكانت من طرابلس إلى طنجة ظلا واحدا في قرى متصلة وشق ذلك على البربر فاستأمنوا لحسان فأمنهم ووجد السبيل إلى تفريق أمرها وزحف إليها وهي في جموعها من البربر فانهزموا وقتلت الكاهنة بمكان السر المعروف بها لهذا العهد بجبل أوراس واستأمن إليه البربر على الاسلام والطاعة وعلى أن يكون منهم اثنا عشر ألفا مجاهدين معه فأجابوا وأسلموا وحسن اسلامهم وعقد للأكبر من ولد الكاهنة على قومهم من جراوة وعلى جبل أوراس فقالوا لزمنا الطاعة له سبقناها إليها وبايعناه عليها وأشارت عليهم بذلك لإثارة من علم كانت لديها بذلك من
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست