responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 107
إلى المغرب كما ذكرنا في أخبار الروم واختطوا بسبب البحر وما يليه من الأرياف مدنا عظيمة الخطة وسيمة المباني شهيرة الذكر باقية المعالم والآثار لهذا العهد مثل سبطلة وجلولاء ومرناق وطاقة وزناتة وغيرها من المدن التي خربها المسلمون من العرب لأول الفتح عند استيلائهم عليها وقد كانوا دانوا لعهدهم بما تعبدوهم به من دين النصرانية وأعطوهم المهادنة وأدوا إليهم الجباية طواعية وكان للبربر في الضواحي وراء ملك الأمصار المرهوبة الحامية ما شاء من قوة وعدة وعدد وملوك ورؤساء واقيال وأمراؤها لا يرامون بذل ولا ينالهم الروم والإفرنج في ضواحيهم تلك بمسخطة الإساءة وقد صبحهم الاسلام وهم في مملكة قد استولوا على رومة وكانوا يؤدون الجباية لهرقل ملك القسطنطينية كما كان المقوقس صاحب الإسكندرية وبرقة ومصر يؤدون الجباية له وكما كان صاحب طرابلس ولبدة وصبرة وصاحب صقلية وصاحب الأندلس من الغوط لما كان الروم غلبوا على هؤلاء الأمم اجمع وعنهم كلهم أخذوا دين النصرانية فكان الفرنجة هم الذين ولوا أمر إفريقية ولم يكن للروم فيها شئ من ولاية وانما كان كل من كان منهم بها جندا للإفرنج ومن حشودهم وما يسمع في كتب الفتح من ذكر الروم في فتح إفريقية فمن باب التغليب لان العرب يومئذ لم يكونوا يعرفون الفرنج وما قاتلوا في الشام الا الروم فظنوا انهم هم الغالبون على أمم النصرانية فان هرقل هو ملك النصرانية كلها فغلبوا اسم الروم على جميع أمم النصرانية ونقلت الاخبار عن العرب كما هب فجرجير المقتول عند الفتح من الفرنج وليس من الروم وكذا الأمة الذين كانوا بإفريقية غالبين على البربر ونازلين بمدنها وحصونها انما كانوا من الفرنجة وكذلك ربما كان بعض هؤلاء البربر دانوا بدين اليهودية أخذوه عن بنى إسرائيل عند استفحال ملكهم لقرب الشأم وسلطانه منهم كما كان جراءة أهل جبل أوراس قبيلة الكاهنة مقتولة العرب لأول الفتح وكما كانت نفوسة من برابر إفريقية وفندلاوقة ومديونة وبهلولة وغياتة وبنو بازاز من برابرة المغرب الأقصى حتى محا إدريس الأكبر الناجم بالمغرب من بنى حسن ابن الحسن جميع ما كان في نواحيه من بقايا الأديان والملل فكان البربر بإفريقية والمغرب قبل الاسلام تحت ملك الفرنج وعلى دين النصرانية الذي اجتمعوا عليه مع الروم كما ذكرناه حتى إذا كان الفتح وزحف المسلمون إلى إفريقية زمان عمر رضي الله عنه سنة تسع وعشرين وغلبهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح من بنى عامر بن لؤي فجمع لهم جرير ملك الفرنجة يومئذ بإفريقية من كان بأمصارها من الفرنج والروم ومن بضواحيها من جموع البربر وملوكهم وكان ملك ما بين طرابلس وطنجة وكنت دار ملكه سبيطلة فلقوا المسلمين في زهاء مائة وعشرين ألفا والمسلمون يومئذ في عشرين
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست