responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 70
وثقلت وطأته عليه فانتقل الأفضل إلى مصر وبنى بها دارا ونزلها وخطب منه الأفضل ابنته فزوجها على كره منه وشاور الامر أصحابه في قتله فقال له ابن عمه عبد المجيد وكان ولى عهده لا تفعل وحذره سوء الأحدوثة لما اشتهر بين الناس من نصحه ونصح أبيه وحسن ولايتهما للدولة ولا بد من إقامة غيره والاعتماد عليه فيتعرض للحذر من مثلها إلى الامتناع منه ثم أشار عليه من مداخلة ثقته أبى عبد الله بن البطائحي في مثل ذلك فإنه يحسن تدبيره ويضع عليه من يغتاله ويقتل به فيسلم عرضك وكان ابن البطائحي فراشا بالقصر واستخلصه الأفضل ورقاه واستحجبه فاستدعاه الامر وداخله في ذلك ووعده بمكانه فوضع عليه رجلان فقتلاه بمصر وهو سائر في موكبه من القاهرة منقلبا من خزانة السلاح في سنة خمس عشرة وخمسمائة كان يفرق السلاح على العادة في الأعياد وثار الغبار في طريقه فانفرد عن الموكب فبدره الرجلان وطعناه فسقط وقتلا وحمل إلى داره وبه رمق فجاءه الامر متوجعا وسأله عن ماله فقال أما الظاهر فأبو الحسن ابن أبي أسامة يعرفه وكان أبوه قاضيا بالقاهرة وأصله من حلب وأما الباطن فان البطائحي يعرفه ثم قضى الأفضل نحبه لثمان وعشرين سنة من وزارته واحتاط الامر على داره فوجد له ستة آلاف كيس من الذهب العين وخمسين أردبا من الورق ومن الديباج الملون والمتاع البغدادي والإسكندري وظرف الهند وأنواع الطيوب والعنبر والمسك ما لا يحصى حتى لقد كان من ذخائره دكة عاج وأبنوس محلاة بالفضة عليها عرم مثمن من العنبر زنته ألف رطل وعلى العرم مثل طائر من الذهب برجلين مرجانا ومنقار زمردا وعينان ياقوتتان كان ينصبها في بيته ويضوع عرفها فيعم القصر وصارت إلى صلاح الدين
* (ولاية ابن البطائحي) *
قال ابن الأثير كان أبوه من جواسيس الأفضل بالعراق ومات ولم يخلف شيئا ثم ماتت أمه وتركته معلقا فتعلم البناء أولا ثم صار يحمل الأمتعة بالأسواق ويدخل بها على الأفضل فخف عليه واستخدمه مع الفراشين وتقدم عنده واستحجبه ولما قتل الأفضل ولاه الامر مكانه وكان يعرف بابن فاتت وابن القائد فدعاه الامر جلال الاسلام ثم خلع عليه بعد سنتين من ولايته للوزارة ولقبه المأمون فجرى على سنن الأفضل في الاستبداد ونكر ذلك الامر وتنكر له واستوحش المأمون وكان له أخ يلقب المؤتمن فاستأذن الامر في بعثه إلى الإسكندرية لحمايتها ليكون له رد أهنالك فأذن له وسار معه القواد وفيهم على ابن السلار وتاج الملوك قائمين وسنا الملك الجمل ودرى الحروب وأمثالهم وأقام المأمون على استيحاش من الامر وكثرت السعاية فيه وأنه يدعى أنه ولد نزار من جارية
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست