responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 298
وأمانته على الاسرار والأموال والفروج وكان يستصغر عقول الأتراك ويرى أنهم ليسوا بأهل للرتب وكان يحب الجهاد وطلب من محمد بن أحمد بن خاقان أن يسأل من عبد الله الوزير أن يكتب لهما بأرزاقهما إلى الثغر ويقيما هنالك مجاهدين وسار إلى طرسوس وأعجبه ما عليه أهل الحق من تغيير المنكر وإقامة الحق فأنس وعكف على طلب الحديث ثم رجع إلى بغداد وقد امتلاء علما ودينا وسياسة ولما تنكر الأتراك للمستعين وبايعوا المعتز وآل أمر المستعين إلى الخلع والتغريب إلى واسط وكلوا به أحمد بن طولون فأحسن عشرته ووسع عليه وألزمه أحمد بن محمد الواسطي يومه وكان حسن العشرة فكه المجالسة ولما اعتزموا على قتله بعثوا إلى أحمد بن طولون أن يمضى ذلك فتفادى منه فبعثوا سعيدا الحاجب فسمله ثم قتله ودفنه ابن طولون وعظم محله بذلك عند أهل الدولة انتهى كلام ابن سعيد وقال ابن عبد الظاهر وقفت على سيرة للإخشيذ قديمة عليها خط الفرغاني وفيها أن أحمد هو ابن النج من الأتراك كان طولون صديق أبيه ومن طبقته فلما مات النج رباه طولون وكفله فلما بلغ من الحداثة مشى مع الحشوية وغزا وتنقلت به الأحوال إلى أن صار معدودا في الثقات وولى مصر واستقر بها قال صدر الدين بن عبد الظاهر ولم أر ذلك لغيره من المؤرخين انتهى ولما وقع اضطراب الترك ببغداد وقتل المستعين وولى المعتز واستبد عليه الأتراك وزعيمهم يومئذ باك باك وولاه المعتز مصر ونظر فيمن يستخلفه عليه فوقع اختياره على أحمد بن طولون فبعثه عليها وسار معه أحمد بن محمد الواسطي ويعقوب بن إسحاق ودخلها في رمضان سنة أربع وخمسين وعلى الخوارج بها أحمد بن المدبر وعلى البريد سفير مولى قبيحة فأهدى له ابن المدبر ثم استوحش منه وكاتب المعتز بأن ابن طولون يروم العصيان وكاتب صاحب البريد بمثل ذلك فسطا بسفير صاحب البريد ومات من غده ثم قتل المعتز وولى المهتدى فقتل باك باك ورتب مكانه يارجوج وولاه مصر وكانت بينه وبين أحمد ابن طولون مودة أكيدة فاستخلفه على مصر وأطلق يده على الإسكندرية والصعيد بعد أن كان مقتصرا على مصر فقط وجعلي إليه الخراج فسقطت رتبة ابن المدبر ثم أعاده المعتمد فلم ينهض إلى مساماة ابن طولون ولا منازعته ثم كتب إليه المعتمد بضبط عيسى ابن شيخ الشيباني وكان يتقلد فلسطين والأردن وتغلب على دمشق وطمع في مصر ومنع الحمل واعترض حمل ابن المدبر وكان خمسة وسبعين حملا من الذهب فأخذها فكتب إليه المعتمد يومئذ بولاية أعماله فادعى المعجز وأنكر مال الحمل ونزع السواد وأنفذ أجور من الحضرة في العساكر إلى دمشق سنة سبع وخمسين ثم خرج أحمد بن طولون إلى الإسكندرية ومعه أخوه موسى وكان يتجنى عليه ويرى أنه لم يوف بحقه وظهر ذلك منه
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست