responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 196

* (إبراهيم بن الأغلب) *
ولما استوثق الامر لمحمد بن مقاتل كره أهل البلاد ولايته وداخلوا إبراهيم بن الأغلب في أن يطلب من الرشيد الولاية عليهم فكتب إبراهيم إلى الرشيد في ذلك على أن يترك المائة ألف دينار التي كانت من مصر إلى إفريقية وعلى أن يحمل هو من إفريقية أربعين ألفا وبلغ الرشيد غناؤه في ذلك واستشار فيه أصحابه فأشار هرثمة بولايته فكتب له بالعهد إلى إفريقية منتصف أربع وثمانين فقام إبراهيم بالولاية وضبط الأمور وقفل ابن مقاتل إلى المشرق وسكنت البلاد بولاية ابن الأغلب وابتنى مدينة العباسية قرب القيروان وانتقل إليها بجملته وخرج عليه سنة ست وثمانين بتونس حمديس من رجالات العرب ونزع السواد فسرح إليه ابن الأغلب عمران بن مجالد في العساكر فقاتله وانهزم حمديس وقتل من أصحابه نحو عشرة آلاف ثم صرف همه إلى تمهيد المغرب الأقصى وقد ظهر فيه دعوة العلوية بإدريس بن عبد الله وتوفى ونصب البرابرة ابنه الأصغر وقام مولاه راشد بكفالته وكبر إدريس واستفحل أمره براشد فلم يزل إبراهيم يدس إلى البربر ويسرب فيهم الأموال حتى قتل راشد وسيق رأسه إليه ثم قام بأمر إدريس بعده بهلول بن عبد الرحمن المظفر من رؤس البربر فاستفحل أمره فلم يزل إبراهيم يتلطفه ويستميله بالكتب والهدايا إلى أن انحرف عن دعوة الأدارسة إلى دعوة العباسية فصالحه إدريس وكتب إليه يستعطفه بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكف عنه ثم خاف أهل طرابلس على إبراهيم بن الأغلب سنة تسع وثمانين وثاروا بعاملهم سفيان بن المهاجر وأخرجوه من داره إلى المسجد وقتلوا عامه أصحابه ثم أمنوه على أن يخرج من طرابلس فخرج سفيان لشهر من ولايته واستعملوا عليهم إبراهيم بن سفيان التميمي فبعث إليهم إبراهيم بن الأغلب العساكر وهزمهم ودخل طرابلس عسكره ثم استحضر إبراهيم الذين تولوا كبر ذلك فحضروا في ذي الحجة آخر السنة وعفا عنهم وأعادهم إلى بلدهم ثم انتقض عمران بن مجالد الربعي سنة خمس وتسعين على ابن الأغلب وكان بتونس واجتمع معه على ذلك قريش بن التونسي وكثرت جموعهما وسار عمران إلى القيروان فملكها وقدم عليه قريش من تونس وخندق إبراهيم على نفسه بالعباسية فحاصروه سنة كاملة كانت بينه وبينهم حروب كان الظفر في آخرها لابن الأغلب وكان عمران يبعث إلى أسد بن الفرات القاضي في الخروج إليهم وامتنع ثم بعث الرشيد إلى إبراهيم بالمال فنادى في الناس بالعطاء ولحق به أصحاب عمران وانتقض أمره ولحق بالزاب فأقام به إلى أن توفى ابن الأغلب ثم بعث إبراهيم على طرابلس ابنه عبد الله سنة ست وتسعين فثار عليه الجند
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست