responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 189
إفريقية فقدمها سنة أربع عشرة وبنى جامع تونس واتخذ لها دار الصناعة لانشاء المراكب البحرية وبعث إلى طنجة ابنه إسماعيل وجعل معه عمر بن عبيد الله المرادي وبعث على الأندلس عقبة بن حجاج القيسي وبعث حبيب بن عبيدة بن عقبة بن نافع غازيا إلى المغرب فبلغ السوس الأقصى وأرض السودان وأصاب من مغانم الذهب والفضة والسبي كثيرا ودوخ بلاد المغرب وقبائل البربر ورجع ثم أغزاه ثانية في البحر إلى صقلية سنة ثنتين وعشرين ومعه عبد الرحمن بن حبيب فنازل سرقوسة أعظم مدائن صقلية وضرب عليهم الجزية وأثخن في سائر الجزيرة وكان محمد بن عبيد الله بطنجة قد أساء السيرة في البربر وأراد أن يخمس من أسلم منهم وزعم أنه الفئ فاجمعوا الانتقاض وبلغهم مسير العساكر مع حبيب بن أبي عبيدة إلى صقلية فسار ميسرة المظفري بدعوة الصفرية من الخوارج وزحف إلى طنجة فقتل عمر بن عبيد الله وملكها واتبعه البربر وبايعوه بالخلافة وخاطبوه بأمير المؤمنين وفشت مقالته في سائر القبائل بإفريقية وبعث ابن الحبحاب إليه خالد بن حبيب الفهري فيمن بقي معه من العساكر واستقدم حبيب ابن أبي عبيدة من صقلية ومن معه من العساكر وبعثه في اثر خالد ولقيهم ميسرة والبربر بناحية طنجة فاقتتلا قتالا شديدا ثم تحاجزوا ورجع ميسرة إلى طنجة فكره البربر سوء سيرته فقتلوه وولوا عليهم مكانه خالد بن حبيب الزناتي واجتمع إليه البربر ولقيه خالد ابن حبيب في العرب وعساكر هشام فانهزموا وقتل خالد بن حبيب وجماعة من العرب وسميت بهم غزوة الاشراف وانتقضت إفريقية على ابن الحبحاب وبلغ الخبر إلى الأندلس فعزلوا عامله عقبة بن الحجاج وولوا عبد الملك بن قطن كما مر
* (كلثوم بن عياض) *
ولما انتهى الخبر إلى هشام بن عبد الملك بهزيمة العساكر بالمغرب استنقص ابن الحبحاب وكتب إليه يستقدمه وولى على إفريقية سنة ثلاث وعشرين كلثوم بن عياض وعلى مقدمته بلخ بن بشر القشيري فا ساء إلى أهل القيروان فشكوا إلى حبيب بن أبي عبيدة وهو بتلمسان موافق للبربر فكتب إلى كلثوم بن عياض ينهاه ويتهدده فاعتذر وأغضى له عنها ثم سار واستخلف على القيروان عبد الرحمن بن عقبة ومر على طريق سبيبة وانتهى إلى تلمسان ولقى حبيب بن عبيدة واقتتلا ثم اتفقا ورجعا جميعا وزحف البرابرة إليهم على وادى طنجة وهو وادى سوا فانهزم بلخ في الطلائع وانتهوا إلى كلثوم فانكشف واشتد القتال وقتل كلثوم وحبيب بن أبي عبيدة وكثير من الجند وتحيز أهل الشأم إلى سبتة مع بلخ بن بشر فحاصرهم البرابرة وأرسلوا إلى عبد الملك بن قطن أمير الأندلس في أن يجيزوا إليه فأجابهم إلى ذلك بشرط ان يقيموا سنة واحدة وأخذ رهنهم على ذلك وانقضت
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست