responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 122
من المشرق وكان يدعو للمنصور ثم قطعها لما تم له الملك بالأندلس ومهد أمرها وخلد لبنى مروان السلطان بها وجدد ما طمس لهم بالمشرق من معالم الخلافة وآثارها واستلحم الثوار في نواحيها وقطع دعوة العباسيين من منابرها ومد المذاهب منهم دونها وهلك سنة ثنتين وسبعين ومائة وكان يعرف بعبد الرحمن الداخل لان أول داخل من ملوك بنى مروان هو وكان أبو جعفر المنصور يسميه صقر بنى أمية لما رأى ما فعل بالأندلس وما ركب إليها من الاخطار وانه صمد إليها من أنأى ديار المشرق من غير عصابة ولا قوة ولا أنصار فغلب على أهلها وعلى أميرهم وتناول الملك من أيديهم بقوة شكيمة وامضاء عزم ثم تحلى وأطيع وأورثه عقبه وكان عبد الرحمن هذا يلقب بالأمير وعليه جرى بنوه من بعده فلم يدع أحد منهم بأمير المؤمنين إذ بايع الخلافة بمقر الاسلام ومبتدأ العرب حتى كان عبد الرحمن الناصر وهو الثامن منهم على ما نذكره فتسمى بأمير المؤمنين وتوارث ذلك بنوه واحدا بعد واحد وكان لبنى عبد الرحمن الداخل بهذه العدوة الأندلسية ملك ضخم ودولة ممتعة اتصلت إلى ما بعد المائة الرابعة كما نذكر وعند ما شغل المسلمون بعبد الرحمن وتمهيد أمره قوى أمر الخلافة واستفحل سلطانه وتجهز فرويلة بن الافونش ملكهم سار إلى ثغور البلاد فأخرج المسلمين منها وملكها من أيديهم ورد مديزلك وبريعال وسمورة وسلمنقة وقشتالة وسقونية وصارت للجلالقة حتى افتتحها المنصور بن أبي عامر رئيس الدولة كما نذكر في أخباره ثم استعادوها بعده من بلاد الأندلس واستولوا على جميعها وكان عبد الرحمن عند ما تمهد له الامر بالأندلس ودعا للسفاح ثم خلعه واستبد بأمره كما ذكرناه وجد هشام بن عبد ربه الفهري مخالفا بطليطلة على يوسف من قبله وبقي على خلافه ثم أغزاه عبد الرحمن سنة تسع وأربعين يدرا مولاه وتمام بن علقمة فحاصراه ومعه حيوة بن الوليد الحصبي وحمزة بن عبد الله بن عمر حتى غلباه وجاء بهم إلى قرطبة فصلبوا وسار من إفريقية سنة تسع وأربعين العلاء بن مغيث اليحصبي ونزل باجة من بلاد الأندلس داعيا لابي جعفر المنصور واجتمع إليه خلق فسار عبد الرحمن إليه ولقيه بنواحي إشبيلية فقاتله أياما ثم انهزم العلاء وقتل في سبعة آلاف من أصحابه وبعث عبد الرحمن برؤس كثيرة منهم إلى القيروان ومكة فألقيت في أسواقها سرا ومعها اللواء الأسود وكاتب المنصور للعلاء ثم ثار سعيد اليحصبي المعروف بالمطري بمدينة لبلة طالبا بثار من قتل من اليمنية مع العلاء وملك إشبيلية وسار إليه عبد الرحمن فامتنع ببعض الحصون فحاصره وكان عتاب بن علقمة اللخمي بمدينة شدونة فأمد المطري وبعث عبد الرحمن بدرا مولاه فحال دون المدد ودون المطري ثم طال عليه الحصار وقتل في بعض أيامه وولى مكانه بالقلعة
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 5  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست