responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 65
بالكف عنهم فكف عن حبيب وأبى عبسة وكانا عنده وأقام يزيد عند سليمان يهدى إليه الهدايا ويصنع له الأطعمة
* (ولاية خالد القسري على مكة واخراج سعيد بن جبير عنها ومقتله) *
ولما كان في سنة ثلاث وتسعين كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوليد يقص عليه أفعال الحجاج بالعراق وما هم فيه من ظلمه وعدوانه فبلغ بذلك الحجاج فكتب إلى الوليد ان كثيرا من المراق وأهل الشقاق قد انجلوا عن العراق ولحقوا بالمدينة ومكة ومنعهم عمر ذلك وهن فولى الوليد على مكة خالد بن عبد الله القسري وعثمان بن حيان بإشارة الحجاج وعزل عمر عن الحجاز وذلك في شعبان من السنة ولما قدم خالد مكة أخرج من كان بها من أهل العراق كرها وتهدد من أنزل عراقيا أو أجره دارا وكانوا أيام عمر بن عبد العزيز يلجأ إلى مكة والمدينة كل من خاف الحجاج فيأمن وكان منهم سعيد بن جبير هاربا من الحجاج وكان قد جعله على عطاء الجند الذين وجههم مع عبد الرحمن بن الأشعث إلى قتال رتبيل فلما خرج عبد الرحمن كان سعيد فيمن خلع فكان معه إلى أن هزم وسار إلى بلاد رتبيل فلحق سعيد بأصبهان وكتب الحجاج فيه إلى عاملها فتحرج من ذلك ودس إلى سعيد فسار إلى أذربيجان ثم طال عليه المقام فخرج إلى مكة فكان بها مع ناس أمثاله من طلبة الحجاج يستخفون بأسمائهم فلما قدم خالد ابن عبد الله مكة أمره الوليد بحمل أهل العراق إلى الحجاج فأخذ سعيد بن جبير ومجاهدا وطلق بن حبيب وبعث بهم إلى الحجاج فمات طلق في الطريق وجئ بالآخرين إلى الكوفة وأدخلا على الحجاج فلما رأى سعيدا شتم خالدا القسري على إرساله وقال لقد كنت أعرف أنه بمكة وأعرف البيت الذي كان فيه ثم أقبل على سعيد وقال ألم أشركك في أمانتي ألم أستعملك ثم تفعل يعدد أياديه عنده فقال بلى قال فما أخرجك على قتالي أنا امرؤ من المسلمين أخطئ مرة وأصيب أخرى ثم استمر في محاورته فقال انما كانت بيعة في عنقي فغضب الحجاج وقال ألم آخذ بيعتك لعبد الملك بمكة بعد مقتل ابن الزبير ثم جددت له البيعة بالكوفة فأخذت بيعتك ثانيا قال بلى قال فنكثت بيعتين لأمير المؤمنين وتوفى بواحدة للفاعل بن الفاعل والله لأقتلنك فقال انى لسعيد كما سمتني أمي فضربت عنقه فهلل رأسه ثلاثا أفصح منها بمرة ويقال ان عقل الحجاج التبس يومئذ وجعل يقول قيودنا قيودنا فظنوها قيود سعيد بن جبير فأخذوها من رجليه وقطعوا عليها ساقيه وكان إذا نام يرى سعيد بن جبير في منامه آخذا بمجامع ثوبه يقول يا عدو الله فيم قتلتني فينتبه مرعوبا يقول مالي ولسعيد بن جبير
* (وفاة الحجاج) *
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست