responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 277

* (إغارة البجاة على مصر) *
كانت الهدنة بين أهل مصر والبجاة من لدن الفتح وكان في بلادهم معادن الذهب يؤدون منها الخمس إلى أهل مصر فامتنعوا أيام المتوكل وقتلوا من وجدوه من المسلمين بالمعادن وكتب صاحب البريد بذلك إلى المتوكل فشاور الناس في غزوهم فأخبروه انهم أهل إبل وشاء وان بين بلادهم وبلاد المسلمين مسيرة شهر ولابد فيها من الزاد وان فنيت الأزواد هلك العسكر فأمسك عنهم وخاف أهل الصغد من شرهم فولى المتوكل محمد ابن عبد الله القمي على أسوان وقفط والأقصر واسنا وأرمنت وأمره بحرب البجاة وكتب إلى عنبسة بن إسحاق الضبي عامل مصر بتجهيز العساكر معه وأزاحه عليهم فسار في عشرين ألفا من الجند والمتطوعة وحملت المراكب من القلزم بالدقيق والتمر والادم إلى سواحل بلاد البجاة وانتهى إلى حصونهم وقلاعهم وزحف إليه ملكهم واسمه على بابا في أضعاف عساكرهم على المهارى وطاولهم على بابا رجاء أن تفنى أزوادهم فجاءت المراكب وفرقها القمي في أصحابه فناجزهم البجاة الحرب وكانت ابلهم نفورة فأمر القمي جنده باتخاذ الأجراس بخيلهم ثم حملوا عليهم فانهزموا وأثخن فيهم قتلا وأسرا حتى استأمنوا على أداء الخراج لما سلف ولما يأتي وأن يرد إلى مملكته وسار مع القمي إلى المتوكل واستخلف ابنه فخلع القمي عليه وعلى أصحابه وكسا أرجلهم الجلال المديحة وولاهم طريق ما بين مصر ومكة وولى عليهم سعدا الاتياخي الخادم فولى سعد محمدا القمي فرجع معهم واستقامت ناحيتهم
* (الصوائف) *
وفى سنة ثمان وثلاثين ورد على دمياط أسطول الروم في مائة مركب فكبسوها وكانت المسلحة الذين بها قد ذهبوا إلى مصر باستدعاء صاحب المعونة عنبسة بن إسحاق الضبي فانتهزوا الفرصة في مغيبهم وانتهبوا دمياط وأحرقوا الجامع بها وأوقروا سفنهم سبيا ومتاعا وذهبوا إلى تنيس ففعلوا فيها مثل ذلك وأقطعوا وغزا بالصائفة في هذه السنة علي بن يحيى الأرميني صاحب الصوائف وفى سنة احدى وأربعين كان الفداء بين الروم وبين المسلمين وكانت ندورة ملكة الروم قد حملت أسرى المسلمين على التنصر فتنصر الكبير منهم ثم طلبت المفاداة فيمن بقي فبعث المتوكل سيفا الخادم بالفداء ومعه قاضي بغداد جعفر بن عبد الواحد واستخلف على القضاء ابن أبي الشوارب وكان الفداء على نهر اللامس ثم أغارت الروم بعد ذلك على روبة فأسروا من كان هنالك من الزط وسبوا نساءهم وأولادهم ولما رجع علي بن يحيى الأرميني من الصائفة
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست