responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 265
بالرجوع إلى بغداد فأبى من ذلك وقال لا أفسد العراق فلما فتحت عمورية وصعب التدبير بعض الشئ أشار عجيف بأن يضع من ينهب الغنائم فإذا ركب المعتصم وثبوا به ففعلوا مثل ما ذكرنا وركب فلم يتجاسروا عليه وكان للفرغاني قرابة غلام أمرد في جملة المعتصم فجلس مع ندمان الفرغاني تلك الليلة وقص عليهم ركوب المعتصم فأشفق الفرغاني وقال يا بنى أقلل من المقام عند أمير المؤمنين والزم خيمتك وان سمعت هيعة فلا تخرج فأنت غلام غر ثم ارتحل المعتصم إلى الثغور وتغير اشناس على عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل وأساء عليهما فطلبا من المعتصم أن يضمهما إلى من شاء وشكيا من اشناس فقال له المعتصم أحسن أدبهما فحبسهما وحملهما على بغل فلما صار بالصفصاف حدث الغلام ما سمع من قريبه عمر الفرغاني فأمر بغان يأخذه من عند اشناس ويسأله عن تأويل مقالته فأنكر وقال إنه كان سكران فدفعه إلى اتياخ ثم دفع أحمد بن الخليل إلى اشناس عنده نصيحة للمعتصم وأخبره خبر العباس بن المأمون والقواد والحرث السمرقندي فأنفذ اشناس إلى الحرث وقيده وبعث به إلى المعتصم وكان في المقدمة فأخبر الحرث المعتصم بجلية الأثر فأطلقه وخلع عليه ولم يصدقه على القواد لكثرتهم ثم حضر العباس بن المأمون واستحلفه أن لا يكتم عنه شيئا فشرح له القصة فحبسه عند الأفشين وتتبع القواد بالحبس والتنكيل وقتل منهم المشاء بن سهيل ثم دفع العباس للأفشين فلما نزل منبج طلب الطعام فأطعم ومنع الماء ثم أدرج في نبج فمات ولما وصل المعتصم إلى نصيبين احتفر لعمر الفرغاني بئرا وطمت عليه ولما دخلوا بلاد الموصل قتل عجيف بمثل ما قتل به العباس واستلحم جميع القواد في تلك الأيام وسموا العباس اللعين ولما وصل إلى سامرا جلس أولاد المأمون في داره حتى ماتوا
* (انتقاض مازيار وقتله) *
كان مازيار بن قارن بن وندا هرمز صاحب طبرستان وكان منافر العبد الله بن طاهر فلا يحمل إليه الخراج وقال لا أحمله الا للمعتصم فيبعث المعتصم من يقبضه من أصحابه ويدفعه إلى وكيل عبد الله بن طاهر يرده إلى خراسان وعظمت الفتنة بين مازيار وعبد الله وعظمت سعاية عبد الله في مازيار عند المعتصم حتى استوحش منه ولما ظفر الأفشين ببابك وعظم محله عند المعتصم وطمع في ولاية خراسان ظن أن انتقاض مازيار وسيلة لذلك فجعل يستميل مازيار ويحرضه على عداوة ابن طاهر وان أدت إلى الخلاف ليبعثه المعتصم لحربه فيكون ذلك وسيلة له إلى استيلائه على خراسان ظنا بأن ابن طاهر لا ينهض لمحاربته فانتقض مازيار وحمل الناس على بيعته كرها وأخذ رهائنهم وعجل جباية الخراج فاستكثر منه وخرب سور آمد وسور سابة وفتل أهلها إلى جبل يعرف
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست