responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 210
طويلا من المغرب إلى العشاء ثم أذن له فدخل عليه وهو متكئ فلم يجلس ولا أقبل عليه وشرع الربيع يذكر أمر البيعة فكفه وقال قد بلغنا أمركم فلما خرج استطال عليه ابنه الفضل بالعذل فيما فعل بان لم يكن الصواب فقال له ليس الصواب الا ما عملته ولكن والله لأنفقن مالي وجاهي في مكروهه وجد في السعاية فيه فلم يجد طريقا إليها لاحتياطه في أمر دينه وأعماله فأتاه من قبل ابنه محمد ودس إلى المهدى بعرضه لحرمه وانه زنديق حتى إذا استحكمت التهمة فبه أحضره المهدى في غيبة من أبيه ثم قال له اقرأ فلم يحسن فقال لأبيه ألم تقل ان ابنك يقرأ القرآن فقال فارقني منذ سنين وقد نسي فأمر به المهدى فقتل واستوحش من أبى عبد الله وساءت منزلته إلى أن كان من أمره ما نذكره وعزله عن ديوان الرسائل ورده إلى الربيع وارتفعت منزلة يعقوب بن داود عند المهدى وعظم شأنه وأنفذ عهده إلى جميع الآفاق بوضع الامناء ليعقوب وكان لا ينفذ كتاب المهدى حتى يكتب يعقوب إلى يمينه بإنفاذ ذلك
* (ظهور دعوة العباسية بالأندلس وانقطاعها) *
وفى سنة احدى وستين أجاز عبد الرحمن بن حبيب الفهري من إفريقية إلى الأندلس داعية لبنى العباس ونزل بساحل مرسية وكاتب سليمان بن يقطن عامل سرقسطة في طاعة المهدى فلم يجبه وقصد بلاده فيمن معه من البربر فهزمه سليمان وعاد إلى تدبير وسار إليه عبد الرحمن صاحب الأندلس وأحرق السفن في البحر تضييقا على ابن حبيب في النجاة فاعتصم بجبل منيع بنواحي بلنسية فبذل عبد الرحمن فيه المال فاغتاله بعض البربر وحمل رأسه إليه فأعطاه ألف دينار وذلك سنة اثنتين وستين وهم عبد الرحمن صاحب الأندلس أمر ذلك لغزو الشأم من الأندلس على العدوة الشمالية لاخذ ثاره فعصى عليه سليمان بن يقطن والحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عثمان الأنصاري في سرقسطة فشغلوه عما اعتزم عليه من ذلك
* (غزو المهدى) *
تجهز المهدى سنة ثلاث وستين لغزو الروم وجمع الأجناد من خراسان ومن الآفاق وتوفى عمه عيسى بن علي آخر جمادى الأخيرة بعسكره وسار من الغد واستخلف على بغداد ابنه موسى الهادي واستصحب هارون ومر في طريقه بالجزيرة والموصل فعزل عبد الصمد بن علي وحبسه ثم أطلقه سنة ست وستين ولما جاز ببني مسلمة بن عبد الملك ذكره عمه العباس بما فعله مسلمة مع جدهم محمد بن علي وكان أعطاه مرة في اجتيازه عليه ألف دينار فأحضر المهدى ولد مسلمة ومواليه وأعطاهم عشرين
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست