responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 172
فندموا ورأوا أن لا كفارة في ذلك الا الاستماتة دون ثاره وسموا أنفسهم التوابين وخرجوا لذلك يقدمهم سليمان بن صرد الخزاعي ومعه جماعة من خيار أصحاب على وكان ابن زياد قد انتقض عليه العراق ولحق بالشأم وجمع وزر ينج قاصدا العراق فزحفوا إليه وقاتلوه حتى قتل سليمان وكثير من أصحابه كما ذكرنا في خبره وذلك سنة خمس وستين ثم خرج المختار بن أبي عبيد ودعا لمحمد بن الحنفية كما قدمناه في خبره وفشا التعصب لأهل البيت في الخاصة والعامة بما خرج عن حدود الحق واختلفت مذاهب الشيعة فيمن هو أحق بالأمر من أهل البيت وبايعت كل طائفة لصاحبها سرا ورسخ الملك لبنى أمية وطوى هؤلاء الشيعة قلوبهم على عقائدهم فيها وتستروا بها مع تعدد فرقهم وكثرة اختلافهم كما ذكرناه عند نقل مذاهبهم في فصل الإمامة من الكتاب الأول ونشأ زيد بن علي بن الحسين وقرأ على واصل بن عطاء امام المعتزلة في وقته وكان واصل مترددا في إصابة على في حرب صفين والجمل فنقل ذلك عنه وكان أخوه محمد الباقر يعذله في الاخذ عمن يرى سخطية جده وكان زيد أيضا مع قوله بأفضلية على على أصحابه يرى ان بيعة الشيخين صحيحة وأن إقامة المفضول جائزة خلاف ما عليه الشيعة ويرى أنهما لم يظلما عليا ثم دعته الحال إلى الخروج بالكوفة سنة احدى وعشرين ومائة واجتمع له عامة الشيعة ورجع عنه بعضهم لما سمعوه يثنى على الشيخين وأنهما لم يظلما عليا وقالوا لم يظلمك هؤلاء ورفضوا دعوته فسموا الرافضة من أجل ذلك ثم قاتل يوسف بن عمر فقتله يوسف وبعث برأسه إلى هشام وصلب شلوه بالكناسة ولحق ابنه يحيى بخراسان فأقام بها ثم دعته شيعة إلى الخروج فخرج هنالك سنة خمس وعشرين وسرح إليه نصر بن سيار العساكر مع سالم بن أحور المازني فقتلوه وبعث برأسه إلى الوليد وصلب شلوه بالجوزجان وانقرض شأن الزيدية وأقام الشيعة على شأنهم وانتظار أمرهم والدعاء لهم في النواحي يدعون على الأحجال للرضا من آل محمد ولا يصرحون بمن يدعون له حذرا عليه من أهل الدولة وكان شيعة محمد بن الحنفية أكثر شيعة أهل البيت وكانوا يرون أن الامر بعد محمد بن الحنفية لابنه أبى هشام عبد الله وكان كثيرا ما يغدو على سليمان بن عبد الملك فمر في بعض أسفاره محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بمنزله بالحميمة من أعمال البلقاء فنزل عليه وأدركه المرض عنده فمات وأوصى له بالأمر وقد كان أعلم شيعته بالعراق وخراسان أن الامر صائر إلى ولد محمد بن علي هذا فلما مات قصدت الشيعة محمد بن علي وبايعوه سرا وبعث الدعاة منهم إلى الآفاق على رأس مائة من الهجرة أيام عمر بن عبد العزيز وأجابه عامة أهل خراسان وبعث عليهم النقباء وتداول أمرهم هنالك وتوفى محمد سنة أربع وعشرين وعهد لابنه إبراهيم وأوصى
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست