responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 171
وسلم قال في مرضه الذي توفى فيه هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فاختلفوا عنده في ذلك وتنازعوا ولم يتم الكتاب وكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم حتى لقد ذهب كثير من الشيعة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى في مرضه ذلك لعلى ولم يصح ذلك من وجه يعول عليه وقد أنكرت هذه الوصية عائشة وكفى بإنكارها وبقي ذلك معروفا من أهل البيت وأشياعهم وفيما نقله أهل الآثار أن عمر قال يوما لابن العباس ان قومكم يعنى قريشا ما أرادوا أن يجمعوا لكم يعنى بنى هاشم بين النبوة والخلافة فتحموا عليهم وأن ابن عباس نكر ذلك وطلب من عمر اذنه في الكلام فتكلم بما عصب له وظهر من محاورتهما أنهم كانوا يعلمون أن في نفوس أهل البيت شيئا من أمر الخلافة والعدول عنهم بها وفى قصة الشورى أن جماعة من الصحابة كانوا يتشيعون لعلى ويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك وأسفوا له مثل الزبير ومعه عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وغيرهم إلا أن القوم لرسوخ قدمهم في الدين وحرصهم على الألفة لم يزيدوا في ذلك على النجوى بالتأنف والأسف ثم لما فشا التكبر على عثمان والطعن في الآفاق كان عبد الله بن سبا ويعرف بابن السوداء من أشد الناس خوضا في التشنيع لعلى بما لا يرضاه من الطعن على عثمان وعلى الجماعة في العدول إليه عن علي وانه ولى بغير حق فأخرجه عبد الله بن عامر من البصرة ولحق بمصر فاجتمع إليه جماعة من أمثاله جنحوا إلى الغلو في ذلك وانتحال المذاهب الفاسدة فيه مثل خالد بن ملجم وسوذان بن حمدان وكنانة بن بشر وغيرهم ثم كانت بيعة على وفتنة الجمل وصفين وانحراف الخوارج عنه بما أنكروا عليه من التحكيم في الدين وتمحضت شيعته للاستماتة معه في حرب معاوية مع على وبويع ابنه الحسن وخرج عن الامر لمعاوية فسخط ذلك شيعة على منه وأقاموا يتناجون في السر باستحقاق أهل البيت والميل إليهم وسخطوا من الحسن ما كان منه وكتبوا إلى الحسين بالدعاء له فامتنع وأوعدهم إلى هلاك معاوية فساروا إلى محمد بن الحنفية وبايعوه في السر على طلب الخلافة متى أمكنه وولى على كل بلد رجلا وأقاموا على ذلك ومعاوية يكف بسياسة من غربهم ويقتلع الداء إذا تعين له منهم كما فعل بحجر بن عدى وأصحابه ويروض من شماس أهل البيت ويسامحهم في دعوى تقدمهم واستحقاقهم ولا يهيج أحدا منهم بالتثريب عليه في ذلك إلى أن مات وولى يزيد وكان من خروج الحسين وقتله ما هو معروف فكانت من أشنع الوقائع في الاسلام عظمت بها الشحناء وتوغل الشيعة في شأنهم وعظم النكير والطعن على من تولى ذلك أو قعد عنه ثم تلاوموا على ما أضاعوه من أمر الحسين وانهم دعوه ثم لم ينصروه
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست