responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 3  صفحه : 88
ولما ولى عمر ندب الناس مع المثنى بن حارثة أياما وكان أول منتدب أبو عبيد بن مسعود وقال عمر للناس ان الحجاز ليس لكم بدار الا النجعة ولا يقوى عليه أهله الا بذلك أين المهاجرون عن موعد الله سيروا في الأرض التي وعدكم الله في الكتب أن يورثكموها فقال ليظهره على الدين كله فالله مظهر دينه ومعز ناصره ومولى أهله مواريث الأمم أين عباد الله الصالحون فانتدب أبو عبيد الثقفي ثم سعد بن عبيد الأنصاري ثم سليط ابن قيس فولى أبا عبيد على البعث لسبقه وقال اسمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واشكرهم في الامر ولا تجتهد مسرعا بل اتئد فإنها الحرب والحرب لا يصلحها الا الرجل المكيث الذي يعرف الفرصة والكف ولم يمنعني ان أؤمر سليطا الا لسرعته إلى الحرب وفى السرعة إلى الحرب إلا عن بيان ضياع والله لولا سرعته لأمرته فكان بعث بنت أبي عبيد هذا أول بعث بعثه عمر ثم بعث بعده يعلى بن أمية إلى اليمن وأمره باجلاء أهل نجران لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في مرضه وقال أخبرهم أنا نجليهم بأمر الله ورسوله أن لا يترك دينان بأرض العرب ثم نعطيهم أرضا كأرضهم وفاء بذمتهم كما أمر الله (قالوا) فخرج أبو عبيد مع المثنى بن حارثة وسعد وسليط إلى العراق وقد كانت بوران بنت كسرى كما اختلفت الناس بالمدائن عدلت بينهم حتى يصطلحوا فلما قتل الفرخزاذ بن البندوان وملكت آزرميدخت اختلف أهل فارس واشتغلوا عن المسلمين غيبة المثنى كلها فبعثت بوران إلى رستم تستحثه للقدوم وكان على فرج خراسان فأقبل في الناس إلى المدائن وعزم الفرخزاذ وفقأ عين آزرميدخت ونصب بوران فملكته وأحضرت مرازبة فارس فأسلموا له ورضوا به وتوجته وسبق المثنى إلى الحيرة ولحقه أبو عبيد ومن معه وكتب رستم إلى دهاقين السواد أن يثوروا بالمسلمين وبعث في كل رستاق رجلا لذلك فكان في فرات باذقلا جابان وفى كسكرنرسى وبعث جند المصادمة المثنى فساروا واجتمعوا أسفل الفرات وخرج المثنى من الحيرة خوفا ان يؤتى من خلفه فقدم عليه أبو عبيد ونزل جابان النمارق ومعه جمع عظيم فلقيه أبو عبيد هناك وهزم الله أهل فارس وأسر جابان ثم أطلق وساروا في المنهزمين حتى دخلوا كسكر وكان بها نرسى ابن خالة كسرى فجمع الفالة إلى عسكره وسار إليهم أبو عبيد من النمارق في تعبيته وكان على مجنبتى نرسى نفدويه وشيرويه ابنا بسطام خال كسرى واتصلت هزيمة جابان ببوران ورستم فبعثوا الجالنوس مددا النرسي وعاجلهم أبو عبيد فالتقوا أسفل من كسكر فاشتد القتال وانهزمت الفرس وهرب نرسى وغنم المسلمون ما في عسكره وبعث أبو عبيد المثنى وعاصما فهزموا من كان تجمع من أهل الرساتيق وخربوا وسبوا وأخذوا الجزية من أهل السواد وهم يتربصون
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 3  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست