responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 3  صفحه : 102
ستون ذراعا في مثلها مقدار مزرعة جريب في أرضه وهي منسوجة بالذهب طرقا كالأنهار وتماثيل خلالها بصدف الدر والياقوت وفى حافاتها كالأرض المزدرعة والمقبلة بالنبات ورقها من الحرير على قضبان الذهب وزهره حبات الذهب والفضة وثمره الجوهر كانت الأكاسرة يبسطونه في الإيوان في فصل الشتاء عند فقدان الرياحين يشربون عليه فلما قدمت الأخماس على عمر قسمها في الناس ثم قال أشيروا في هذا القصب فاختلفوا وأشاروا على نفسه فقطعه بينهم فأصاب على قطعة منه باعها بعشرين ألفا ولم تكن بأجودها وولى عمر سعد بن أبي وقاص على الصلاة والحرب فيما غلب عليه وولى حذيفة بن اليمان على سقى الفرات وعثمان بن حنيف على سقى دجلة ولما انتهى الفرس بالهرب إلى جلولاء وافترقت الطرق من هنا لك بأهل آذربيجان والباب وأهل الجبال وفارس وقفوا هنا لك خشية الافتراق واجتمعوا على مهران الرازي وخندقوا على أنفسهم وأحاطوا الخندق بجسره الحديد وتقدم يزدجرد إلى حلوان وبلغ ذلك سعدا فكاتب عمر بذلك يأمره ان يسرح بجلولاء هاشم ابن أخيه عتبة في اثنى عشر ألفا وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو وان يولى القعقاع بعد الفتح ما بين السواد والجبل فسار هاشم من المدائن لذلك في وجوه المسلمين واعلام العرب حتى قدم جلولاء فأحاط بهم وحاصرهم في خنادقهم وزاحفوهم ثمانين يوما ينصرون عليهم في كلها والمدد متصل من ههنا وههنا ثم قاتلهم آخر الأيام فقتلوا منهم أكثر من ليلة الهرير وأرسل الله عليهم ريحا وظلمة فسقط فرسانهم في الخندق وجعلوه طرقا مما يليهم ففسد حصنه وشعر المسلمون بذلك فجاء القعقاع إلى الخندق فوقف على بابه وشاع في الناس أنه أخذ في الخندق فحمل الناس حملة واحدة انهزم المشركون لها وافترقوا ومروا بالجسرة التي تحصنوا بها فعقرت دوابهم فترجلوا ولم يفلت منهم الا القليل يقال إنه قتل منهم يومئذ مائة ألف واتبعهم القعقاع بالطلب إلى خانقين وأجفل يزدجرد من حلوان إلى الري واستخلف عليها حشر شوم وجاء القعقاع إلى حلوان فبرز إليه حشر شوم وعلى مقدمته الرمي فقتله القعقاع وهرب حشر شوم من ورائه وملك القعقاع حلوان وكتب إلى عمر بالفتح واستأذنوا في اتباعهم فأبى وقال وددت أن بين السواد والجبل سدا حصينا من ريف السواد فقد آثرت سلامة المسلمين على الأنفال وأحصيت الغنيمة فكانت ثلاثين ألف ألف فقسمها سلمان بن ربيعة يقال إنه أصاب الفارس تسعة آلاف وتسعة من الدواب وبعثوا بالأخماس إلى عمر مع زياد ابن أبيه فلما قدم الخمس قال عمر والله لا يجنه سقف حتى أقسمه فجعله في المسجد وبات عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن أرقم يحرسانه ولما أصبح جاء في الناس ونظر إلى ياقوتة وجوهرة فبكى فقال عبد الرحمن بن عوف
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 3  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست