responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 287
الأرقم ما بين تيما إلى فدك وكانوا ملوك المدينة ولهم بها نخل وزرع وكان موسى عليه السلام قد بعث الجنود إلى الجبابرة يغزونهم وبعث إلى العمالقة جيشا من بنى إسرائيل وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا فأبقوا ابنا للأرقم ضنوا به على القتل فلما رجعوا بعد وفاة موسى عليه السلام وأخبروا بنى إسرائيل بشأنه فقالوا هذه معصية لا تدخلوا علينا الشأم فرجعوا إلى بلاد العمالقة ونزلوا المدينة وكان هذا أولية سكنى اليهود بيثرب وانتشروا في نواحيها واتخذوا بها الآطام والأموال والمزارع ولبثوا زمانا وظهر الروم على بنى إسرائيل بالشأم وقتلوهم وسبوا فخرج بنو النضير وبنو قريظة وبنو يهدل هاربين إلى الحجاز وتبعهم الروم فهلكوا عطشا في المفازة بين الشأم والحجاز وسمى الموضع ثمر الروم ولما قدم هؤلاء الثلاثة المدينة نزلوا العالية فوجدوها وبية وارتادوا ونزل بنو النضير مما يلي البهجان وبنو قريظة وبنو يهدل على نهروز وكان ممن سكن المدينة من اليهود حين نزلها الأوس والخزرج بنو الشقمة وبنو ثعلبة وبنو زرعة وبنو قينقاع وبنو يزيد وبنو النضير وبنو قريظة وبنو يهدل وبنو عوف وبنو عصص وكان بنو يزيد من بلى وبنو نعيف من بلى وبنو الشقمة من غسان وكان يقال لبنى قريظة وبنى النضير الكاهنان كما مر فلما سيل العرم وخرجت الأزد نزلت أزد شنوءة الشأم بالسراة وخزاعة بطوى ونزلت غسان بصرى وأرض الشأم ونزلت أزد عمان الطائف ونزلت الأوس والخزرج يثرب نزلوا في ضرار بعضهم بالضاحية وبعضهم بالقرى مع أهلها ولم يكونوا أهل نعم وشاء لان المدينة كانت ليست بلاد مرعى ولا نخل لهم ولا زرع الا الأعذاق اليسيرة والمزرعة يستخرجها من الموات والأموال لليهود فلبثوا حينا ثم وفد مالك بن عجلان إلى أبي جبيلة الغساني وهو يومئذ ملك غسان فسأله فأخبره عن ضيق معاشهم فقال ما بالكم لم تغلبوهم حين غلبنا أهل بلدنا ووعده أنه يسير إليهم فينصرهم فرجع مالك وأخبرهم أن الملك أبا جبيلة يزورهم فأعدوا له نزلا فأقبل ونزل بذي حرش وبعث إلى الأوس والخزرج بقدومه وخشى أن يتحصن منه اليهود في الآطام فاتخذ حائرا وبعث إليهم فجاؤوه في خواصهم وحشمهم وأذن لهم في دخول الحائر وأمر جنوده فقتلوهم رجلا رجلا إلى أن أتوا عليهم وقال للأوس والخزرج إن لم تغلبوا على البلاد بعد قتل هؤلاء فلأحرقنكم ورجع إلى الشأم فأقاموا في عداوة مع اليهود ثم اجمع مالك بن العجلان وصنع لهم طعاما ودعاهم فامتنعوا لغدرة أبى جبيلة فاعتذر لهم مالك عنها وأنه لا يقصد نحو ذلك فأجابوه وجاؤا إليه فغدرهم وقتل منهم سبعة وثمانين من رؤسائهم وفطن الباقون فرجعوا وصورت اليهود بالحجاز مالك بن العجلان في كنائسهم وبيعهم وكانوا يلعنونه كلما دخلوا ولما قتلهم مالك ذلوا وخافوا وتركوا مشى بعضهم
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست