responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 268
فجاءت الفرس معها الجنود والأفيال عليها الأساورة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة فقال اليوم انتصف العرب من العجم ونصروا وحفظ ذلك اليوم فإذا هو يوم الوقعة ولما تواقف الفريقان جاء قيس بن مسعود إلى هانئ وأشار عليه أن يفرق سلاح لنعمان على أصحابه ففعل واختلف هانئ بن مسعود وحنظلة بن ثعلبة بن سنان فأشار هانئ بركوب الفلاة وقطع حنظلة حزم الرجال وضرب على نفسه وآلى أن لا يفر ثم استقوا الماء لنصف شهر واقتتلوا وهرب العجم من العطش واتبعهم بكر وعجل فاصطف العجم وقاتلوا وصبروا وراسلت إياد بكر بن وائل انا نفر عند اللقاء فصحبوهم واشتد القتال وقطعوا الآمال حتى سقطت الرجال إلى الأرض ثم حملوا عليهم واعترضهم يزيد ابن حماد السكوني في قومه كان كمينا أمامهم فشدوا على اياس بن قبيصة ومن معه من العرب فولت أياد منهزمة وانهزمت الفرس وجاوزوا الماء في حر الظهيرة في يوم قائظ فهلكوا أجمعين قتلا وعطشا وأقام اياس في ولاية الحيرة مكان النعمان ومعه الهمرجان من مرازبة فارس تسع سنين وفي الثامنة منها كانت البعثة وولى بعده على الحيرة آخر من المرازبة اسمه زاذويه بن ماهان الهمذاني سبع عشرة سنة إلى أيام بوران بنت كسرى ثم ولى المنذر بن النعمان بن المنذر وتسميه العرب الغرور الذي قتل بالبحرين يوم اجداث ولما زحف المسلمون إلى العراق ونزل خالد بن الوليد الحيرة حاصرهم بقصورها لما أشرفوا على الهلكة خرج إليهم اياس بن قبيصة في أشراف أهل الحيرة واتقى من خالد والمسلمين بالجزية فقبلوا منه وصالحهم على مائة وستين ألف درهم وكتب لهم خالد بالعهد والأمان وكانت أول جزية بالعراق وكان فيهم هانئ بن قبيصة أخو اياس بن قبيصة بالقصر الأبيض وعدي بن عدى العبادي ابن عبد القيس وزيد بن عدى بقصر العدسيين وأهل نصر بنى عدس من قصور الحيرة وهو بنو عوان بن عبد المسيح بن كلب بن وبرة وأهل قصر بنى بقيلة لأنه خرج على قومه في بردين أخضرين فقالوا يا حارث ما أنت الا بقيله خضراء وعبد المسيح هذا هو المعمر وهو الذي بعثه كسرى أبرويز إلى سطيح في شأن رؤيا المرزبان ولما صالح اياس بن قبيصة المسلمين وعقد لهم الجزية سخطت عليه الأكاسرة وعزلوه فكان ملكه تسع سنين ولسنة منها وثمانية أشهر كانت البعوث وولى حينئذ الخلافة عمر بن الخطاب وعقد لسعد بن أبي وقاص على حرب فارس فكان من أول عمل يزدجرد أن أمر مرزبان الحيرة أن يبعث قابوس بن قابوس بن المنذر وأغراه بالعرب ووعده بملك آبائه وقال له ادع العرب وأنت على من أجابك منهم كما كان آباؤك فنهض قابوس إلى القادسية ونزلها وكاتب بكر بن وائل بمثل ما كان للنعمان فكاتبهم مقاربة ووعدا وانتهى الخبر إلى المثنى بن حارثة الشيباني عقب مهلك أخيه المثنى وقبل وصول
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست