responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 233
الداخل وبنيه بالأندلس وعبد الله الشيعي وبنيه بالافريقية وملكوا عليهم جزائر البحر الرومي التي كانت لهم مثل صقلية وميورقة ودانية وأخواتها إلى أن فشل ربح الدولتين وضعف ملك العرب فاستفحل الإفرنجة ورجعت لهم واسترجعوا ما ملكه المسلمون الا قليلا بسيف البحر الرومي مضائق العرض في طول أربع عشرة مرحلة واستولوا على جزائر البحر كلها ثم سموا إلى ملك الشأم وبيت المقدس مسجد أنبيائهم ومطلع دينهم فسربوا إليه آخر المائة الخامسة وتواثبوا على الأمصار والحصون وسواحله ويقال ان المستنصر العبيدي هو الذي دعاهم لذلك وحرضهم عليه لما رجى فيه من اشتغال ملوك السلجوقية بأمرهم واقامتهم سدا بينه وبينهم عندما سموا إلى ملك الشأم ومصر وكان ملك الإفرنجة يومئذ اسمه بردويل وصهره زجار ملك صقلية من أهل طاعته فتظاهروا على ذلك وساروا إلى القسطنطينية سنة احدى وتسعين ليجعلوها طريقا إلى الشأم فمنعهم ملك الروم يومئذ ثم أجازهم على أن يعطوه ملطية إذا ملكوها فقبلوا شرطه ثم ساروا إلى بلاد ابن قلطمش وقد استولى يومئذ على مرية وأعمالها وأرزن الروم وأقصر وسيواس افتتح تلك الأعمال كلها عند هبوب ريح قومه على السلجوقية ثم حدثت الفتنة بينهم وبين الروم بالقسطنطينية واستنجد كل منهم بملوك المسلمين في ثغور الشأم والجزيرة وعظمت الفتن في تلك الآفاق ودامت الحال على ذلك نحوا من مائة سنة وملك الروم بالقسطنطينية في تناقص واضمحلال وكان زجار صاحب صقلية يغزو القسطنطينية من البحر ويأخذ ما يجد في مرساها من سفن التجار وشوانى المدينة ولقد دخل جرجي بن ميخاييل صاحب أصطوله إلى مينا القسطنطينية سنة أربع وأربعين وخمسمائة ورمى قصر الملك بالسهام فكانت تلك أنكى على الروم من كل ناحية ثم كان استيلاء الإفرنج على القسطنطينية آخر المائة السادسة وكان من خبرها ان ملك الروم بالقسطنطينية أصهر إلى الفرنسيس عظيم ملوك الإفرنج في أخته فزوجها له الفرنسيس وكان له منها ابن ذكر ثم وثب بملك الروم أخوه فسلمه وملك القسطنطينية مكانه ولحق الابن بخاله الفرنسيس صريخا به على عمه فوجده قد جهز الأساطيل لارتجاع بيت المقدس واجتمع فيها ثلاثة من ملوك الإفرنجة بعساكرهم دوقس البنادقة صاحب المراكب البحرية وفي مراكبه كان ركوبهم وكان شيخا أعمى نقادا ذا ركب والمركس مقدم الفرنسيس وكيدفليد وهو أكبرهم فأمر الفرنسيس بالجواز على القسطنطينية ليصلحوا بين ابن أخته وبين عمه ملك الروم فلما وصلوا إلى مرسى القسطنطينية خرج عمه وحاربهم فهزموه ودخلوا البلد وهرب إلى أطراف البلد وقتل حاضروه وأضرموا النار في البار فاشتغل الناس بها وأدخل
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست