responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 133
عتاب فيما أسر إلى سوما وزوج أخته فقويت عنده الظنة بهم جميعا وان مثل هذا السر لم يكن الا لامر مريب وأخذ في اخفائها واقصائها ودست عليه أخته بعض النساء تحدثه بأن زوجته داخلته في أن تستحضر السم وأحضره فجرب وصح وقتل للحين صهره يوسف وصاحبه سوما واعتقل زوجته ثم قتلها وندم على ذلك ثم بلغه عن أمها الاسكندرة مثل ذلك فقتلها وولى على أروم مكان صهره رجلا منهم اسمه كرسوس وزوجه أخته فسار إلى عمله وانحرف عن دين التوراة والاحسان الذي حملهم عليه هرقانوس وأباح لهم عبادة صنمهم وأجمع الخلاف وطلق أخت هيردوس فسعت به إلى أخيها وخبرته بأحواله وأنه آوى جماعة من بنى حشمناى المرشحين للملك منذ اثنى عشر سنة فقام هيردوس في ركائبه وبحث عنه فحضر وطالبه ببني حشمناى الذين عنده فأحضرهم فقتله وقتلهم وأرهف حده وقتل جماعة من كبار اليهود ومقدميهم اتهمهم بالانكار عليه فأذعن له الناس واستفحل ملكه وأهمل المراعاة لوصايا التوراة وعمل في بيت المقدس سورا واتخذ منزه لعب وأطلق فيه السباع ويحمل بعض الجهلة على مقابلتها فتفترسهم فنكر الناس ذلك وأعمل أهل الدولة الحيلة في قتله فلم تتم لهم وكان يمشي متنكرا للتجسس على أحوال الناس فعظمت هيبته في النفوس وكان أعظم طوائف اليهود عنده الربانيون بما تقدم لهم في ولايته وكان لطائفة العباد من اليهود المسمى بالحيسيد مكانة عنده أيضا كان شيخهم مناحيم لذلك العهد محدثا وكان حدثه وهو غلام بمصير الملك له وأخبره وهو ملك بطول مدته في الملك فدعا له ولقومه وكان كلفا ببناء المدن والحصون ومدينة قيسارية من بنائه ولما حدثت في أيامه المجاعة شمر لها وأخرج الزرع للناس وبثه فيهم بيعا وهبة وصدقة وأرسل في الميرة من سائر النواحي وأمر قيصر في سائر تخومه وفي مصر ورومة أن يحملوا الميرة إلى بيت المقدس فوصلت السفن بالزرع إلى ساحلها من كل جهة وأجرى على الشيوخ والأيتام والأرامل والمنقطعين كفايتهم من الخبز وعلى الفقراء والمساكين كفايتهم من الحنطة وفرق على خمسين ألفا قصدوه من غير ملته فرفعت المجاعة وارتفع له الذكر والثناء الجميل قال ابن كريون ولما استفحل ملكه وعظم سلطانه أراد بناء البيت على ما بناه سليمان بن داود لأنهم لما رجعوا إلى القدس باذن كورش عين لهم مقدار البيت لا يتجاوزونه فلم يتم على حدود سليمان ولما اعتزم على ذلك ابتدأ أولا باحضار الآلات مستوفيات خشية أن يحصل الهدم وتطول المدة وتعرض القواطع والموانع فأعد الآلات وأكمل جمعها في ست سنين ثم جمع الصناع للبناء وما يتعلق به فكانوا عشرة آلاف وعين ألفا من الكهنة يتولون القدس الأقدس الذي لا يدخله غيرهم ولما تم له ذلك شرع في الهدم
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست