نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین جلد : 4 صفحه : 85
رسول الله ، صلّي الله عليه وسلّم ، وصريحة قريش ، عجّل عليه ابن زياد فقتله ، قتله الله ! ثمّ أذن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه ومعه قضيب وهو ينكت به ثغره ، ثمّ قال : إنّ هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام : ( أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت * قواضب في أيماننا تقطر الدّما ) ( يفلّقن هاماً من رجال أعزّة * علينا وهم كانوا أعمقّ وأظلما ) فقال له أبو برزة الأسلمي : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ؟ أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذاً ، لربّما رأيت رسول الله ، صلّي الله عليه وسلّم ، يرشفه ، أما إنّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك . ويجيء هذا ومحمد شفيعه . ثمّ قام فولّى . فقال يزيد : والله يا حسين لو كنت أنا صاحبك ما قتلتك . ثم قال : أتدرون من أين أتى هذا ؟ قال : أبي عليّ خير من أبيه ، وفاطمة أمي خير من أمّه ، وجدّي رسول الله خير من جدّه ، وأنا خير منه وأحق بهذا الأمر منه ؛ فأمّا قوله أبوه خير من أبي فقد حاجّ أبي إلى الله وعلم الناس أيهما حكم له ؛ وأمّا قوله جدّي رسول الله خير من جدّه فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلاً ولا نداً ، ولكنّه إنّما أتى من قبل فقهه ، ولم يقرأ : ( قل اللهم مالك الملك ) . ثمّ أدخل نساء الحسين عليه والرأس بين يديه ، فجعلت فاطمة وسكينة ابنتا الحسين تتطاولان لتنظرا إلى الرأس ، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین جلد : 4 صفحه : 85