responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 4  صفحه : 81


أبيض يرفرف حولها . فلمّا أصبح غدا بالرأس إلى ابن زياد .
و قيل : بل الذي حمل الرؤوس كان شمر وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج وعروة بن قيس ، فجلس ابن زياد وأذن للناس فأحضرت الرؤوس بين يديه وهو ينكت بقضيب بين ثنيّتيه ساعة ، فلمّا رآه زيد بن الأرقم لا يرفع قضيبه قال : أعل هذا القضيب عن هاتين الثنتين ، فوالذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله ، صلّي الله عليه وسلّم ، على هاتين الشفتين يقبّلهما ! ثمّ بكى ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ! فوالله لو لا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك . فخرج وهو يقول : أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم ، قتلهم ابن فاطمة ، وأمّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم ، فرضيتم بالذل ، فبعداً لمن يرضي بالذل !
* * * فأقام عمر بعد قتله يومين ثمّ ارتحل إلى الكوفة وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان ، وعليّ بن الحسين مريض ، فاجتازوا بهم على الحسين وأصحابه صرعي ، فصاح النساء ولطمن خدودهنّ ، وصاحت زينب أخته : يا محمّداه ، صلّي عليك ملائكة السماء ! هذا الحسين بالعراء ، مرمّل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذرّيّتك مقتلة تسفي عليها الصّبا ّ فأبكت كلّ عدوّ وصديق .
فلمّا أدخلوهم على ابن زياد لبست زينب أرذل ثيابها وتنكّرت وحفّت بها إماؤها ، فقال عبيد الله : من هذه الجالسة ؟ فلم تكلّمه ، فقال ذلك ثلاثاً وهي لا تكلّمه ، فقال بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة . فقال لها ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتّلكم وأكذب أحدوثتكم ّ فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد وطهّرنا تطهيراً ، لا كما تقول ، وإنّما يفتضح الفاسق ويكذّب

نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 4  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست